صحيفة تاغس أنتسايغر السويسرية - ترجمة وتحرير ترك برس
لطالما كانت إسطنبول بمثابة وجهة الأحلام لمن يريدون الذهاب بعيدا خلال عطلة نهاية الأسبوع. لكن، أدى الانقلاب العسكري الفاشل وعدد من الهجمات العسكرية التي شهدتها هذه المدينة خلال سنة 2016، إلى إبعاد السياح الأجانب.
في كانون الثاني/ يناير سنة 2016، قام انتحاري بتفجير نفسه وسط مجموعة من السياح الألمان. وفي حزيران/ يونيو من نفس السنة، هاجمت مجموعة من الإرهابيين مطار أتاتورك، متسببة في مقتل 45 شخصا. وخلال احتفالات رأس السنة الميلادية، قام مسلح بقتل 39 شخص في أحد النادي الليلية.
نتيجة لهذه الأحداث، غيّر أغلب السياح وجهتهم نحو بلدان أخرى. حيث شهدت سنة 2016 انخفاضا بنسبة 47 في المئة في عدد السويسريين الذي سافروا إلى تركيا، مقارنة بسنة 2015. كما أوقفت سويسرا رحلاتها الجوية نحو إسطنبول. وتجد الإشارة إلى أنه في السابق، كانت الرحلات من سويسرا نحو هذه المدينة الواقعة على ضفاف البوسفور، في معدل رحلتين في اليوم.
في المقابل، يبدو أن هذه الأزمة بدأت بالانفراج. وعلى وجه الخصوص، شهد شهر نيسان/ أبريل استعادة إسطنبول لمكانتها السياحية، إذ أنها تصدرت المرتبة الخامسة، من بين الوجهات السياحية التي يفضلها السياح السويسريون خلال هذه السنة. وقد ظهرت هذه النتائج على محرك البحث الخاص بالسفر والسياح، مومندو.
ارتفاع الحجوزات بخمسة أضعاف
على هذا النحو، ارتفع حجم عمليات البحث عبر الإنترنت عن رحلات نحو إسطنبول، بنسبة أربعة أضعاف خلال هذه السنة. أما الوجهات التي تفوقت على هذه المدينة التركية، فتتمثل في لندن، وبورتو، ولشبونة وأمستردام. وخلال السنة الماضية، كانت إسطنبول متأخرة في الترتيب، واحتلت المركز العاشر في هذا التصنيف.
من جهتها، أكدت بيانكا شميت، المتحدثة باسم وكالة "توي" السويسرية للسفر، أن "الحجوزات نحو إسطنبول تضاعفت بمعدل خمس مرات مقارنة بالسنة الماضية. وقد شهدت الحجوزات نحو هذه المدينة عبر وكالة "توي" السويسرية انهيارا خلال سنة 2016".
وإلى جانب مدينة إسطنبول، عاد جنوب تركيا أيضا إلى قائمة الوجهات الأكثر شعبية بالنسبة للمسافرين عبر وكالة "توي". وعلى وجه الخصوص، شهدت السنتان 2017 و2018 ارتفاعا كبيرا في عدد الراغبين في زيارة المنتجعات الشاطئية في هذه المنطقة.
تزايد حجوزات الطيران
ذكر موقع "هوتل بلان" لحجوزات الفنادق أن نسبة قضاء السويسريين للعطل في تركيا، سجل ارتفعا بنسبة تناهز 180 بالمئة؛ خاصة في اتجاه المناطق الشاطئية في جنوب تركيا. في المقابل، لا تزال هذه الأرقام منخفضة، بسبب التراجع الكبير الذي عانت منه خلال السنتين الماضيتين.
من جانب آخر، أعلنت شركة "كوني" للرحلات أيضا عن نفس التغيرات. وذكرت أنه تم تسجيل ارتفاع نسبي في عدد المسافرين نحو إسطنبول، خلال الموسم الحالي. في المقابل، أكد المتحدث باسم وكالة أسفار كوني، أنه "بالمقارنة مع السنوات الماضية، يعد الطلب على هذه الوجهة أقل من المعدلات السابقة". في الوقت نفسه، بدأت الرحلات نحو جنوب تركيا تستعيد شعبيتها بين عملاء هذه الشركة.
شعبية المالديف
بحسب موقع مومندو، لا تعد إسطنبول الوجهة الوحيدة التي عادت إلى جذب السياح، بل توجد وجهات أخرى شرقية بدأت تحظى بالمزيد من الشعبية لدى السياح السويسريين. وإلى جانب إسطنبول، سجّل تزايد في عدد الراغبين في السفر إلى بلغراد وبودابست.
لكن، لا تزال هذه الوجهات غير قادرة على بلوغ المراتب الأولى بين الوجهات الأكثر جذبا للسياح السويسريين. ووفقا لوكالة "توي"، لا زالت لندن المدينة الأكثر شعبية، تليها فيينا، وبرشلونة.
من جانب آخر، يحبذ السويسريون الراغبون في السفر إلى الوجهات البعيدة، التوجه إلى المالديف، حيث أكدت شركة "توي" ارتفاع نسبة الحجوزات نحو هذا البلد، بنسبة 30 في المئة. ويأتي هذا الارتفاع على الرغم من وجود أزمة سياسية في المالديف، خاصة بعد إعلان الحكومة عن حالة الطوارئ، وإصدار وزارة الخارجية السويسرية تحذيرات من السفر إليها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!