غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
لا نعلم فحوى الاتصال الهاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، لكن الحوار بحد ذاته هام.
ينبغي على تركيا، خلال هذه المرحلة، إدامة علاقاتها مع "القوتين العظميين"، فمن الخطأ الوقوف إلى جانب واحدة منهما ومقاطعة الأخرى.
لنعد بالذاكرة إلى الماضي القريب.
بعد إسقاط المقاتلة الروسية فقدت تركيا الخيارات في مواجهة الإملاءات الأمريكية.
مهدت واشنطن الطريق أمام وحدات حماية الشعب لتتجه نحو شرق الفرات.
ورفعت الولايات المتحدة علمها في شرق الفرات.
وبينما كانت تركيا توجه رسائل بشأن تقدم قوات الجيش السوري الحر المدعومة من الجيش التركي نحو منبج، تبين أن روسيا أيضًا ترفع أعلامها هناك.
بمعنى أن الجيش السوري الحر، لو تقدم نحو منبج، لواجه القوات الروسية أولًا.
وبعد ذلك، كان من الواضح أن لا يمكن التقدم في ظل وجود القوات الأمريكية أيضًا.
فتوقفنا..
إلى متى؟
إلى حين انقشاع الغيوم بين أردوغان وبوتين، وإمساك تركيا بـ "الورقة الروسية" على طاولة اللعب في سوريا.
ينبغي قراءة عملية غصن الزيتون على أنها نجاح دبلوماسي، بقدر ما هي نصر عسكري.
لولا "الورقة الروسية"، وفتح الأجواء التي تسيطر عليها روسيا أمام المقاتلات التركية، هل كان من الممكن إتمام العملية بهذه الفترة الوجيزة؟
وللتذكير..
قصفت المقاتلات التركية موكبًا لقوات موالية للنظام السوري كان متجهًا نحو عفرين ومزودًا بأسلحة ثقيلة.
لم يقتصر الأمر على قصف الموكب، بل شكل عامل "ردع" أمام مواكب أكبر كانت ستتلو هذا الموكب الطليعي.
والآن، ينبغي على تركيا ألا تفقد "الورقة الأمريكية" في مواجهة روسيا.
هذه المرة لا بد لأنقرة من امتلاك خيار التحرك مع الولايات المتحدة في مواجهة مواقف محتملة بشكل مباشر أو غير مباشر من جانب روسيا.
رئيس أركان تركي سابق- أتحفظ على اسمه في الوقت الحالي- قال العبارة التالية:
"تركيا ليست قوة عظمى. يتوجب عليها أن تدرك حجم قوتها، وأن تتبع سياسات توازن واقعية".
هذا صحيح.
وأضيف عليه أن "التعاون مع مراكز القوة" شكل العمود الفقري لسياستنا الخارجية بدءًا من القرن الأخير للدولة العثمانية وحتى في عهد الجمهورية.
وقفت القوى التي نتعاون معها أحيانًا في مواجهتنا، لكن الخيار كان بيد أنقرة في الفترات الناجحة لسياستنا الخارجية.
للرئيس التركي الراحل سليمان دميريل مقولة معبّرة في هذا الخصوص.. "لا تدخل مياهً لا تعرف مدى عمقها بكلتا قدميك، ودع قدمًا على البر".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس