صحيفة فاستنيك كافكاز الروسية - ترجمة وتحرير ترك برس
يمكن لتركيا أن تجد العديد من مصادر واردات الغاز على المدى المتوسط. ولكن ليس من المعروف ما إذا كان الوقود سيستمر بالتدفق من إيران، أو شمال في العراق، أو من إسرائيل. وباستثناء روسيا، قد يكون الغاز القادم من تركمانستان الخيار الأمثل على المدى البعيد بالنسبة لتركيا، خاصة في خضم الخطوات الأخيرة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي للترويج لمرور خط أنابيب الغاز عبر بحر قزوين.
ووفقا لصحيفة "يني شفق" التركية، قرر الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني/ يناير تمويل مشروعين للطاقة في شاطئ قزوين الشرقي، وهو يعمل أيضا على بناء مشروع "ممر الغاز الجنوبي". وفي إطار تمويل هذا المشروع، سيتم توفير 101 مليون يورو لتشييد منصة عائمة لتخزين وإعادة التحويل، لاستيراد الغاز الطبيعي المسال إلى قبرص.
وعلى المدى البعيد، يريد الاتحاد الأوروبي مساعدة بلدان شرق البحر الأبيض المتوسط الغنية بموارد الطاقة على غرار؛ إسرائيل، وقبرص، ومصر، لاستخدام مواردها وتطوير التعاون التجاري على أساس المصلحة المشتركة. وفي الواقع، يريد الاتحاد الأوروبي تهيئة ظروف ملائمة لتصدير الغاز الطبيعي المسال المصري أو الإسرائيلي. ومع ذلك، لا تعد مشاريعٌ مثل خط أنابيب "إيستميد وكروسميد"، التي تهدف إلى نقل الغاز من المنطقة المتوسطية إلى الاتحاد الأوروبي، من المشاريع المشتركة.
وفي هذا الصدد، سيتم تخصيص 34.5 مليون يورو لبناء قسم من خط أنابيب "إيستميد" التابع للقسم البحري القريب من قبرص وصولا إلى البر، في الأراضي اليونانية عبر جزيرة كريت. ولكن، ليس لهذا المشروع دافع تجاري واضح، في ظل ظروف السوق الحالية. ومن الممكن أن يكون سبب ذلك تخصيص الاتحاد الأوروبي لأموال إضافية لقبرص.
بالإضافة إلى ذلك، سيتلقى خط الأنابيب عبر بحر قزوين المتجه نحو الاتحاد الأوروبي، التمويل من تركمانستان وأذربيجان. ووفقا لصحيفة يوأوبسرفير، تجري المفوضية الأوروبية حاليا تنسيقا فعالا للأنشطة مع تركمانستان وجورجيا. وتجدر الإشارة إلى أن المفوضية تقدم الدعم اللازم لضمان بناء خط الأنابيب في الوقت المناسب، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي مهتم بكشف إمكانات ممر الغاز الجنوبي بشكل كامل.
ومن هذا المنطلق، من الواضح أن نوايا الاتحاد الأوروبي بشأن بناء خط أنابيب الغاز عبر بحر قزوين جادة، وتعتبر هذه إشارة إيجابية بالنسبة لتركيا، إذ سيؤثر الغاز القادم من تركمانستان على أسعار الغاز في تركيا، وقد يساعدها ذلك على أن تتحول إلى مركز دولي للغاز.
كما سيسمح هذا المشروع لأنقرة بتوسيع علاقاتها الاقتصادية والثقافية مع دول آسيا الوسطى ولا سيما تركمانستان، التي أكدت منذ سنة 1990 أنها ملتزمة بتصدير الغاز وحتى النفط في حقل كاشاغان إلى الأسواق العالمية عبر تركيا. وعلى سبيل المثال، تمت مناقشة إمكانية نقل الغاز من كاشاغان عبر خط أنابيب باكو- تبليسي- جيهان، بالإضافة إلى خط تصدير الغاز من كاشاغان إلى أذربيجان عبر خط أنابيب عبر الأناضول تاناب.
من ناحية أخرى، هناك شروط لتعزيز العلاقات مع أوزبكستان، على الرغم من أنه ليس واضحا بعد مدى اهتمام تركيا بتعزيز تأثيرها الاقتصادي على أوزبكتسان، ثالث عملاق طاقة في آسيا الوسطى. لكن التعداد المرتفع لسكان هذا البلد يؤدي إلى استهلاك معظم إنتاجه من الغاز، ما يتسبب بدوره في خسارة أوزبكتسان لأسواقها في جنوب كازاخستان وفي قيرغيزستان. وفي الوقت نفسه، وقعت أوزبكتسان عقدا لتوريد الغاز الطبيعي إلى الصين عبر ثالث خط أنابيب غاز في آسيا الوسطى.
وفي أواخر سنة 2017، زار الرئيس الأوزبكي، شوكت ميرضيايف، أنقرة، وهي زيارته الأولى إلى تركيا منذ سنة 1999. وعلى الأرجح، تحاول طشقند اعتماد سياسة اقتصادية خارجية جديدة عبر التعامل مع الصين شرقا وروسيا شمالا. كما ستكون العلاقات بين تركمانستان وتركيا نموذجا جيدا يحتذى به.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!