أردان زانتورك – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
عند وصول "فلاديمير بوتين" لمنصب رئاسة الحكومة الروسية كان المبلغ الاحتياطي لبنك روتشيلد وبنك روسيا المركزي معاً يصل إلى الـ 12.6 مليون دولار، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي ووصول "يلتسين" لمنصب رئاسة الاتحاد الروسي بدعم كامل من أمريكا وصلت روسيا إلى مرحلة التحوّل لدولة مُستَعبَدة، ومع سيطرة نظام الوصاية المبني على القلة الحاكمة وصلت الدولة الروسية إلى حافة الانهيار.
تم تفتيت الجيش الروسي وإغلاق مراكز الأبحاث والعلوم وأصبح بنك روتشيلد الإمبريالي القوة المحدّدة لقيمة العملة الروسية، كما أن "جورج سوروس" كان يهتم بحماية التنظيمات المشابهة لتنظيم الكيان الموازي في تركيا، والخلاصة هي أن "فلاديمير بوتين" قد وصل لمنصب رئاسة الدولة الروسية وهي على وشك الانهيار.
اليوم بات بالإمكان رؤية روسيا الجديدة التي تستطيع الحد من مناورات الغرب بالاعتماد على قوة جيشها وخفض مستوى الديون لنسبة 17 بالمئة من المدخول الاقتصادي السنوي للحكومة وكذلك تسديد ديونها لبنك روتشيلد إضافةً إلى الاعتماد على السياسة القومية التي تمارسها خلال النظام المصرفي من أجل الوقوف في وجه مداخلات لوندرا وواشنطن في خط التجارة الروسي.
أي إن الرئيس الروسي بوتين أصبح ذا أهمية كبيرة بالنسبة إلى الغرب، يكسب جميع الانتخابات التي يشارك بها ويقوم بإزالة جميع العناصر التابعة للغرب والمتسربة إلى كوادر الحكومة الروسية منذ التسعينات، أي أنه لم يعد هناك سوروس أو تنظيم كيان موازي في روسيا.
ولهذا السبب يتم تطبيق حصار اقتصادي تجاه روسيا، إضافةً إلى دفع الدولة الروسية إلى الوحدة الدبلوماسية من خلال الحملات الدعائية التي تديرها إنجيلترا تحت قيادة بنوك روتشيلد، وذلك يشير إلى أن الغرب يهدف إلى القضاء على بوتين ويرغب في رؤية الكوادر الجاهزة للعمل من أجل استمرار نظام الوصاية في روسيا.
أوجه الشبه بين أردوغان وبوتين
يمكن القول إن وضع الدولة التركية لم يكن مختلفاً عن وضع روسيا بشكل كبير، إذ كانت تركيا تعاني من المشاكل الاقتصادية ونظام الوصاية وإغلاق مراكز الأبحاث والعلوم أيضاً، إضافةً إلى الإرهاب ووجود ضعف كبير في البنية التحتية للدولة، واستمر ذلك إلى وصول أردوغان لمنصب رئاسة الجمهورية التركية.
واليوم نرى تركيا الجديدة التي تستطيع مواجهة الغرب عند الضرورة والخروج عن سيطرة نظام الوصاية إضافةً إلى إزالة عناصر تنظيم الكيان الموازي المتسربين إلى كوادر الحكومة التركية.
إن الرؤساء بوتين وأردوغان يكسبون جميع الانتخابات التي يشاركون بها، وعلى الرغم من ذلك يتم نعتهم بالـ "دكتاتوريين" من قبل السياسة الغربية، وفي هذا السياق يمكننا إدراك أن الغرب يستخدم مصطلح الدكتاتوري تجاه كل قائد يعتمد على كثرة ناخبيه خلال الانتخابات ويبحث عن شروط متساوية مع الغرب في سبيل تحقيق المصالح القومية لدولته، والخلاصة هي أن الغرب يبحث عن طريقة للوصول إلى دولة تركية لا يحكمها أردوغان.
قبل وصول بوتين إلى منصب الرئاسة كان الغرب يحاول السيطرة على مصادر الدولة وتقسيمها من خلال التسبب في أزمة اقتصادية وبالتالي محاصرة الدولة الروسية بجميع مؤسساتها الحكومية.
وكذلك قبل وصول أردوغان إلى منصب الرئاسة حاول الغرب تقسيم الدولة التركية من خلال استخدام عناصرهم في الداخل التركي وخارجها، وبالتالي إعادة تأسيس المنطقة وتحويل تركيا إلى دولتين مُستعبدتين.
ولذلك يجدر بالذكر أن محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو جاءت في سبيل تحقيق غاية الغرب، وكذلك لم يكون وقوف روسيا إلى جانب تركيا مجرّد صدفة، لأن نجاح مبادرة الانقلاب يعني اضطرار تركيا لطقع علاقاتها مع روسيا ووقوفها إلى جانب أمريكا -وبالتالي بي كي كي- في الساحة السورية ضد روسيا، إضافةً إلى ترحيل الدبلوماسيين الروس من الأراضي التركية أيضاً.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس