ترك برس
تباينت آراء الخبراء حول أهداف القمّة التي احتضنتها أنقرة، الأربعاء، بمشاركة الرئيس رجب طيب أردوغان، ونَظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني.
ترعى موسكو وطهران الداعمتَان للنظام، وتركيا التي تساند فصائل المعارضة المسلحة، عملية أستانا التي سمحت خصوصا باقامة أربع مناطق لـ"خفض التصعيد" في سوريا.
وعقد اللقاء الأخير بين قادة الدول الثلاث حول الملف السوري في 22 تشرين الثاني/نوفمبر في مدينة سوتشي، وأفضى إلى مؤتمر وطني سوري باء بالفشل في المنتجع الروسي.
وتقول جانا جبور، المتخصصة بالشؤون التركية، وفق وكالة "فرانس برس"، إن "هدف هذه القمة الثلاثية هو إعادة تنظيم مناطق النفوذ في سوريا وإعادة التفاوض حولها، وكذلك التفكير في مستقبل شمال سوريا بعد الانسحاب الأميركي".
وكرر الرئيس الاميركي دونالد ترامب الثلاثاء رغبته في سحب القوات الاميركية من سوريا، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ قرار "بسرعة".
وسيسمح الانسحاب الاميركي باطلاق يد تركيا وروسيا وإيران، الدول الثلاث التي تهيمن على الوضع الميداني.
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية عن الممثل الخاص للكرملين في سوريا الكسندر لافرنتييف، قوله "يجب بكل بساطة عرض حصيلة معينة وتحديد الآفاق"، معتبرا أن هذه الآفاق هي "في المبدأ جيدة".
وبفضل دعم موسكو وطهران، تمكن نظام بشار الأسد من استعادة اكثر من نصف الاراضي السورية.
وكان لافرنتييف توقع الثلاثاء أن يستعيد النظام من مقاتلي المعارضة السيطرة الكاملة على الغوطة الشرقية خلال "الايام السبعة الى العشرة المقبلة".
وقال آرون لوند، من المعهد الفكري الاميركي "سنتشري فاونديشن" ان "حجم تأثير روسيا وايران على الحكومة السورية ليس واضحا في بعض النقاط، لكن اتصور انهما اذا قررتا الضغط بشكل جماعي على الأسد، فيمكنهما الذهاب بعيدا".
الا انه اضاف ان الاسد "يحتاج إليهما لاستعادة الأراضي وتعويم الوضع الاقتصادي، لكن هذا لا يعني انه يمكن ان يوافق مثلا على طلب بالاستقالة".
وساعدت انقرة التي تشكل مصدر الدعم الرئيسي لفصائل المعارضة، هذه الاخيرة على السيطرة على مناطق واسعة في شمال البلاد.
وبعد أن انتزعت القوات التركية بمساعدة فصائل مسلحة معارضة في 18 آذار/مارس جيب عفرين من وحدات حماية الشعب الكردية، يؤكد اردوغان انه يريد توسيع نطاق الهجوم شرقا وخصوصا الى منبج حيث يتمركز الجنود الاميركيون الى جانب الوحدات، حليفتهم في مكافحة "داعش".
وما زالت محافظة ادلب السورية قضية ساخنة ايضا، خصوصا اذا قرر النظام السوري الذي بات قاب قوسين من استعادة الغوطة الشرقية بأكملها من المعارضة المسلحة، مهاجمتها.
وإدلب هي واحدة من مناطق "خفض التصعيد"، وأقامت فيها تركيا مركز مراقبة، لكن هذا لا يمنع النظام السوري من شن هجمات متقطعة.
وقالت اليزابيث تيومان، المحللة في معهد دراسات الحرب (اينستيتيوت فور ستادي اوف وور) إن ادلب يمكن أن "تنسف" التعاون بين روسيا وإيران وتركيا.
واضافت ان "التوتر الروسي التركي قد يظهر مجددا عندما يركز التحالف المؤيد للنظام من جديد على محافظة إدلب".
أما آرون ستين، المحلل في مركز "اتلانتيك كاونسل"، فقد قال "اعتقد انه من الحكمة تخفيف الآمال في أن يتمكن أي بلد من فرض أي شيء على سوريا".
وأعلن البيان المشترك للقمة الثلاثية التي استضافتها أنقرة اليوم الأربعاء، رفض كل المحاولات الرامية لخلق واقع ميداني جديد في سوريا تحت ستار مكافحة الإرهاب.
وأشار البيان إلى أن قمة الزعماء الثلاثة التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، بحثت التطورات التي شهدتها سوريا منذ القمة الثلاثية الأولى التي انعقدت العام الماضي في مدينة سوتشي الروسية.
ولفت البيان إلى أن الزعماء الثلاثة أعربوا عن سعادتهم للإسهامات الإيجابية لمسار أستانة في إيجاد حل للأزمة في سوريا.
وأكد البيان أن صيغة أستانة هي أكثر مبادرة دولية فاعلة من ناحية المساهمة في غرس السلم والاستقرار في سوريا عبر تسريع عملية جنيف الرامية لإيجاد حل سياسي دائم للصراع السوري، والمساعدة على خفض وتيرة العنف في عموم سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!