ترك برس
ناقش خبراء وإعلاميون، خلال برنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة القطرية، أسباب محدودية أهداف الضربات الأميركية البريطانية الفرنسية على مواقع النظام السوري ونتائجها السياسية المحتملة.
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات عسكرية على أهداف للنظام السوري؛ ردا على الهجوم الكيميائي في مدينة "دوما" التابعة لغوطة دمشق الشرقية.
واستهدفت الضربات ثلاثة مواقع لإنتاج وتخزين الأسلحة الكيميائية، وقال الـ"بنتاغون" إن "الضربات ستنفذ مرة واحدة، ونددت روسيا بها واعتبرتها مخالفة للقانون الدولي".
تيم كونستنتين، الكاتب والإعلامي الأميركي المقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أكد أن الضربات الأميركية والفرنسية والبريطانية كانت محددة وهادفة وموجزة، ولم تسبب أي أضرار للمدنيين كما وعد الرئيس ترمب، مشددا على أن الرسالة وصلت إلى نظام بشار الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين.
https://www.youtube.com/watch?v=ieNICf_tcMs
وقلل كونستنتين، من التهديدات الروسية بالرد على الضربات الغربية، قائلا "روسيا تشعر بالإهانة وهي بحاجة إلى اتخاذ موقف سياسي على الساحة الدولية، ولكنها لا يمكن أن تقوم بتحركات عسكرية، لأن كلا من روسيا والولايات المتحدة لا يريدان الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة".
بدوره، رأى الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية اللواء الطيار مأمون أبو نوار، أن الضربة كانت ناجحة بكل المقاييس، كما أن إشراك بريطانيا وفرنسا أعطى الضربة نوعا من الزخم، كما أرسل رسالة موحدة بأن تلك الدول لن تسمح لنظام الأسد باستخدام تلك الأسلحة في المستقبل.
ووفقا لأبو نوار، فإن الإدارة الأميركية غير معنية بالاشتباك أو التصعيد مع الروس، لأن مواقع القوات الأميركية والروسية قريبة جدا في سوريا، كما يعج البحر المتوسط بأساطيل غربية وروسية، وتوسيع الضربات، يمكن أن يؤدي إلى اشتباكات قد يصعب السيطرة عليها بين تلك الدولة.
وردا على سؤال عن الوضع في سوريا بعد تلك الضربات، أجاب بأن "الضربات كانت تهدف إلى الرد على استخدام الأسد السلاح الكيميائي، ولكن بصورة عامة اعتقد بأن سوريا تتجه نحو التقسيم، والحل يكمن في تفاهم روسي أميركي ينهي الحرب ويضمن انتقالا سياسيا للسلطة".
في المقابل، أكد الباحث في المركز العربي في واشنطن رضوان زيادة أن الضربة فشلت في تحقيق أهدافها الثلاثة؛ فقد فشلت في إيصال الرسالة للأسد، مستدلا على ذلك بأن النظام قصف دوما بالسلاح الكيميائي في اليوم نفسه الذي قصفت فيه أميركا مطار الشعيرات، ردا على قصف الأسد لخان شيخون بالسلاح ذاته.
ومضى قائلا "كذلك لم يتحقق الهدف الثاني المتمثل في منع استخدام الأسد السلاح الكيميائي، فوفقا للبنتاغون فإن الضربات ستمنع الأسد من استخدام السلاح الكيميائي لسنوات محدودة، لكن الحقيقة هي أن الأسد ما زال يحتفظ بمخزون كبير من السلاح الكيميائي، ويستطيع استخدامه في أي وقت".
وشدد على أن المشكلة الرئيسية هي غياب الإستراتيجية الأميركية الكلية في سوريا، والدليل على ذلك وجود خلاف داخل الإدارة الأميركية بين من يرى ضرورة توسيع الضربة لتشمل أهدافا إيرانية وبين من لا يريد التصعيد مع سوريا.
وحول رؤيته لحل الأزمة السورية، أجاب بأن الطريقة الوحيدة لإجبار نظام الأسد على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، هو تكرار ما جرى في حرب البوسنة، عندما شن حلف الأطلسي ضربات جوية على الأهداف الصربية لمدة 78 يوما.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!