ترك برس
تشهد العلاقات بين جمهورية الصومال والإمارات العربية المتحدة، توترًا حادًا خلال الآونة الأخيرة، بعد سنوات من التعاون والشراكة في مختلف المجالات، يتزامن مع تطور ملحوظ في العلاقات التركية الصومالية.
ويُشير مراقبون ومحللون إلى أن الاحتقان والفتور، المخيم على العلاقات السياسية بين البلدين، ناتج عن قرارات سياسية ودبلوماسية إماراتية، ردا على موقف مقديشو الحيادي من الأزمة الخليجية المستمرة منذ عام.
الحضور التركي الإنساني والإغاثي المتزايد في المنطقة، على كافة الأصعدة، الذي ترى فيه الإمارات منافسا قويا لها، ربما يدفعها إلى إجراء دراسة معمقة للمواقف التي قد تتخذها حيال التوتر الراهن.
وتقدم تركيا مساعدات تدريبية واسعة لقوات الأمن والجيش بالصومال، فضلا عن مساعدات إنسانية وصحية عديدة لشعب هذا البلد.
ويحظى الصومال بموقع جغرافي استراتيجي يضعه في قمة أكثر المناطق الخصبة في القارة السمراء، مع تمتعه بأطول ساحل في إفريقيا إلى جانب مساحات شاسعة صالحة للزراعة بأنواعها المختلفة.
وبهدف تأسيس جيش قوي قادر على صون حدود البلاد وتوفير الأمن للمواطنين، تقوم نخبة من قوات المهام الخاصة في الجيش التركي، بتدريب وتأهيل الجنود والمرشحين لنيل رتب ضابط وصف ضباط في الجيش الصومالي.
وتجري التدريبات في أكبر قاعدة عسكرية تركية خارج حدود البلاد، والتي افتتحت في العاصمة الصومالية مقديشو 30 سبتمبر/ أيلول العام الماضي، بمشاركة رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري، ورئيس الأركان التركي خلوصي أكار.
الباحث ومدير شبكة القرن للإعلام والتنمية، السيد عمر زارآي، رأى خلال برنامج على "التلفزيون العربي"، أن التواجد الإماراتي في القرن الأفريقي بدأ بالتقلص وأنه سينتهي قريبا، لأن الإمارات لا تستطيع منافسة الأتراك في القرن الأفريقي.
واعتبر زارآي أن تركيا تتميز عن الإمارات بحجمها الكبير ومنظورها المختلف عن الرؤية الإماراتية للقرن الأفريقي، وأن الدور التركي بدأ يقدم أكثر على المستوى الشعبي لانتشال الصومال.
وتتخطى العلاقات بين تركيا والصومال عديد الحواجز، لا سيما بعد أن فتحت أنقرة الباب أمام مساعدات إنسانية واقتصادية وتنموية غير محدودة للصومال، وصلت ذروتها، بالتوقيع على اتفاقية للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.
وفي وقت سابق، قال وزير التجارة والصناعة الصومالي "محمد عبدي حير ماريي"، إن العلاقات التجارية بين الصومال وتركيا تعود إلى قرون مضت، لكن في السنوات الأخيرة أخذت طابعاً قوياً لرغبة جادة بين البلدين إرساء علاقات تجارية قوية.
وأكّد "حير ماريي" أن تركيا تعد بمثابة جسر يربط التجارة الصومالية بالدول الأوروبية بعد أن كانت مقتصرة على أفريقيا وآسيا.
وفي العاصمة الصومالية مقديشو، أنشأت تركيا مستشفى "أردوغان" للتعليم والأبحاث، ليكون وجهة مئات الآلاف من المرضى الباحثين عن العلاج ليس في الصومال فقط، إنما في منطقة شرقي أفريقيا عموما.
وافتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المشفى في 25 يناير/ كانون الثاني من عام 2015، إذ يتضمن في كادره 34 طبيبا مختصا، 23 منهم أتراك.
ويعمل في المشفى أيضا 82 موظفا صحيا من تركيا، و468 من الصومال، يقدمون الخدمات لعدد كبير من المرضى من دول المنطقة أيضا، أبرزها كينيا، وجيبوتي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!