الأناضول
قطعان الجاموس وهي تسبح متتابعة في مياه الوديان الصافية، محاطة بحشائش ونباتات متوسطة الطول، ترسم لوحة بديعة تجعل المرء يعتقد للوهلة الأولى بأنه في "السافانا" الإفريقية.
مشهد تتقاطع عنده ملامح الأرض الساحرة، بصفاء المياه الحالمة، لتفرز فسيفساء نادرة تنقل الغابات الإفريقية إلى شمال غربي تركيا، لتعلن أن إحداثيات ذلك الجمال تتمركز في ولاية "باليكسير" شمال غربي البلاد، وليس في إفريقيا.
** "باليكسير" والجواميس والربيع.. ثالوث حياة
مع حلول فصل الربيع وارتفاع درجات الحرارة، يبدأ سكان قرية "يعقوب كوي" التابعة لقضاء "آلطي أيلول" بولاية باليكسير، بإخراج قطعان جواميسهم إلى المراعي، والسهول الواسعة، والمناطق المائية.
وتقضي قطعان الجاموس أشهر الشتاء في الحظائر، ومع قدوم الربيع واخضرار الأرض بالولاية، تتحوّل مناظر قطعان الجاموس في المراعي، وسباحتها بالأنهار، إلى مشهد رائق معلّق بين السماء والأرض.
وفي هذه القرية، يوجد نحو 500 منزلا، بينها 350 يشتغل أفرادها في تربية الجاموس، حيث تعتبر الجواميس ومشتقات حليبها مصدر دخل أساسي لسكان القرية.
محمد دينجر (38 عاماً)، قال للأناضول إنه يربّي الجواميس منذ 15 عاماً، ومنذ ثلاث سنوات يرعى القطعان.
وأضاف دينجر أن الجاموس حيوان يعشق حريته، ولا يمكنه أن يعيش في الحظائر فقط، مشيرا أنّ سكان القرية يربون قرابة 500 جاموسة، وأحياناً يصل العدد إلى 600.
وأردف: "كل صباح، وتحدديا في الساعة الثامنة، أخرج القطعان من المنازل، وأعود بها إلى الحظائر عند المساء، وأحياناً يختلف توقيت العودة بحسب فصول السنة".
وتابع أن الجاموس يحب الحياة الطبيعية، ولا يرغب بالبقاء في الغرف والحظائر، وفي حال هطول الأمطار أو الثلوج بشكل مكثف، تبقى الجواميس في حظائرها.
ولفت إلى أن هذه الحيوانات تحب المياه والطين، فهي تعبر النهر في المنطقة بشكل يومي خلال عودتها إلى المنزل، حيث تسبح في الوادي، ويكون منظرها جميلا جدا، وشبيها بتجمّع التماسيح في الأنهار".
ووفق دينجر، فإنه رغم الطبيعة البرّية للجواميس، إلا أنها تكون مطيعة لأصحابها، ولكنها في المقابل، لا تسمح قطعان الجواميس باقتراب الغرباء منها.
** إقبال مضاد للاندثار
دينجر قال أيضا إنّ تربية الجواميس في المنطقة مهنة قديمة، لكنها صعبة، وقد باتت مربحة في الفترة الأخيرة.
وأوضح أن مهنة تربية الجواميس واجهت خطر الاندثار من القرية، إلا أن حليبها ولبنها وزبادها تباع بأسعار جيدة، وتحظى باقبال كبير في الوقت الراهن، الأمر الذي حال دون اندثار مهنة تربية الجاموس في المنطقة.
وتعدّ ولاية باليكسير نحو 3 آلاف رأس من الجاموس، ويباع اللتر الواحد من حليبها بـ5 ليرات تركية (ما يعادل نحو 1.25 دولار).
أما زبادها فيعرض بـ9 ليرات (2.25 دولار)، وجبنتها بـ 35 ليرة (8.6 دولار)، والقشطة بـ60 ليرة (14.8 دولار).
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!