إسماعيل تشاغلار – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
انتشرت إشاعات عديدة حول لقاء الرئيس أردوغان مع مرشّح حزب الشعب الجمهوري "محرّم إينجه" لخوض الانتخابات الرئاسية، ويسعى حزب المعارضة لتشويش الحقيقة وتحريفها بما يتناسب مع مصالحه الشخصية، إذ يزعم الأخير أن ذهاب إينجه للقاء أردوغان دون ارتداء ربطة عنق "كرفته" وابتسامته الكبيرة التي ظهرت خلال الصور الملتطقة تشير إلى ثقته العالية بنفسه وطاقته الكبيرة وميله للتجديد المستمر، وبالتالي يكون إينجه الطرف المنتصر خلال هذا اللقاء.
يبدو أن حزب المعارضة فقد إدراكه للحقائق، ولا يستطيع التفريق بين الأمور المفرحة والأمور المحزنة، إذ يحاول الأخير خلق أفكار جديدة من الموافقة على طلب إينجه للقاء للرئيس أردوغان، وعكس هذه الأفكار على الرأي العام التركي بشكل خاطئ ومحرّف.
لكن ما هي حقيقة هذا اللقاء؟
- يحاول إينجه تغيير صورة "المائل للشجار" التي يُوصف بها في الوسط السياسي.
- يعاني إينجه من أزمة نفسية نتيجة ترشّحه لمنصب زعامة حزب الشعب الجمهوري لمرتين وهزيمته في كل مرة، وبالتالي لم يستطع أن يُصبح عاملاً هاماً في المحور السياسي.
- يحاول إينجه أن يُظهر نفسه كعامل مهم من خلال زيارة باقي المرشّحين ومناقشتهم في خصوص الانتخابات المقبلة.
- مفهوم المرونة السياسية التي يُنعت بها الرئيس أردوغان قد دفعه إلى الموافقة على طلب إينجه واللقاء به، وذلك على الرغم من إدراك أردوغان التام لمخطّطات إينجه في هذا الصدد.
- وافق أردوغان على مناقشة إينجه، لكن في الوقت نفسه وجّه رسالةً مفادها أن إينجه ليس نظيراً له، إذ يشغل أردوغان مناصب رئاسة الجمهورية وزعامة حزب العدالة والتنمية ويفوز في جميع الانتخابات التي يشارك بها، في حين أن إينجه يتعرّض للهزيمة في كل مرة.
هذه هي المعاني التي يمكن استخراجها من هذا اللقاء، وإن محاولة استخراج معان أخرى تشير إلى جهل المعارضة أو معاناتها من العمي السياسي.
نذكر أن كليجدار أوغلو قد أعطى للحزب الجيد خمسة عشر نائباً قبل فترة موجزة، واليوم نرى أن هؤلاء النوّاب قد عادوا إلى حزب الشعب الجمهوري مرةً أخرى، إذ تعهّد كليجدار أوغلو بإضافة أسماء هؤلاء النوّاب إلى قائمة الأسماء المرشّحة خلال انتخابات النوّاب المقبلة، أي إن هذا الترشيح سيكون بمثابة تعويض أو جائزة لهم، لكن يمكن إدراك المسألة من خلال مشاهدة الصور الملتقطة لهم والمقارنة بين مشاهد الذهاب والاياب، إذ يمكننا رؤية الحزب المرسوم على وجوههم أثناء انتقالهم للحزب الجيد، وكذلك الابتسامة التي توضّح سعادتهم بالعودة لحزب الشعب الجمهوري والترشّح لانتخابات النوّاب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس