حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
يثير الموت دائمًا جملة من المشاعر في نفس المرء. ومع أن هناك حالات يسعد فيها الإنسان لسماع خبر موت شخص ما، لكن ألم الموت أو القتل بغير وجه حق يبقى أثره في الضمير دائمًا.
يواصل الفلسطينيون في غزة التظاهر والسقوط قتلى على حدود غزة منذ نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. يفعل شباب فلسطين ما لم يقدر عليه مسلمو العالم، ويسعون إلى الحليولة دون استيلاء إسرائيل القدس، مستفيدة من صمت العالم الإسلامي.
من الواضح أن صمت المسلمين والعنف المفرط لجيش الاحتلال الإسرائيلي يلعب دورًا في غضبة الفلسطينيين، التي تظهر في رمي القوات الإسرائيلية بالحجارة.
وفي الواقع، لا يمكن تصنيف استهداف إسرائيل الشباب، الذين يرمون الحجارة، وإطلاق الرصاص الحي عليهم حتى ضمن تعريف "العنف المفرط"، فهو جريمة صريحة، بلغ عدد ضحاياها 121، وأكثر من 13 ألف جريح.
لم تعد هذه الأرقام تعني لكم أو لي أو للعالم بأسره أي شيء. ما هو آخر رقم تذكرونه عن عدد القتلى من الشباب الفلسطينيين؟ منذ افتتاح السفارة حتى اليوم 17.
هل سمعتم أو رأيتم الرقم 121 في آخر خبر سمعتموه أو شاهدتموه أو قرأتموه في الصحف؟ أنا على ثقة أنه ما بين كتابتي لهذه السطور وما بين قراءتكم لها سوف يرتفع الرقم المذكور.
آخر من سقط من هؤلاء الـ121، هي المسعفة الشابة رزان النجار. عندما أطلق الإسرائيليون النار عليها كانت تهرع لإسعاف شاب سقط على الأرض بعد إصابته في أرض خالية بين المنطقة الصناعية وحي القبة بغزة. ليلة الجمعة استهدف الجيش الإسرائيلي 40 شخصًا وقتلهم في تلك المنطقة.
تخيلوا الأمر، 40 شخصًا يُقتلون في بضع ساعات على طريق بري طوله 3 كم! القوة المسلحة التي تواجهكم، تحتل وطنكم ومن خلف السواتر الترابية، على بعد 40-50 متر تصوب أسلحتها إليكم، وتطلق النار عليكم. لم تعودوا سوى أرقام يُسمع بها في نيويورك ولندن وموسكو وبروكسل وإسطنبول.
نسمع الخبر.. "ليلة أمس أطلق الجيش الإسرائيلي النار على متظاهرين فلسطينيين كانوا يرمون الحجارة من وراء الحدود، ولم يصغوا للتحذيرات، قُتل 40 شخصًا..".
لم يزد ألمنا أو غضبنا بعد هذا الخبر مثقال ذرة، لأننا أصبحنا فاقدين لكل إحساس..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس