حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
كان اتصال أردوغان بقناة "سي إن إن" التركية ومطالبته الشعب بالنزول إلى الشارع للتصدي للانقلابيين نقطة تحول ليلة المحاولة الانقلابية في 15 يوليو. ولا بد أن نوعًا من الراحة والطمأنينة والتخلص من الخوف بقي في أذهان من يذكرون تلك اللحظة.
كان الحدث اختبارًا للديمقراطية والحضارة..
بيد أن الإعلام الأوروبي والأمريكي، وعلى رأسه شبكة "بي بي سي"، أي الإعلام الغربي الذي يدّعي تعليم الصحافة للعالم، فشل فشلًا ذريعًا في هذا الاختبار.
عوضًا عن أن تعتبر "بي بي سي" اتصال أردوغان مقاومة للشعب التركي بقيادة زعيمه المنتخب ضد قوات لا ديمقراطية، رأت أنه دعوة من أردوغان للشعب كي يحميه.
ما بثته "بي بي سي" نقله الإعلام الغربي برمته تقريبًا بلهجات مختلفة من التهكم والاستهزاء. ولم يكن من الضروري بالنسبة له معرفة ما إذا كانت القوى المنفذة للانقلاب مطية لجماعة دينية أو لجهاز استخبارات، ترمي إلى إثارة الاضطرابات في تركيا، وحتى في المنطقة.
وكان الأحرى بكل إعلامي نقل الأخبار والتحليلات عن كفاح تركيا العظيم هذا بشكل محايد، على الأقل بالقدر الذي تعامل به مع بوريس يلتسين خلال مقاومته بضع دبابات من المدافعين عن النظام القديم.
لكن الإعلام الغربي لم يفعل ذلك، وإنما وصف أردوغان وثورة تركيا منذ 2002 بأنهما "إسلاميان". بعد انهيار الاتحاد السوفياتي أصبح الإسلام العدو الجديد للغرب.
بقي الإعلام الغربي في ظل خطاب المحافظين الجدد والقادة الأمريكيين المصممين على معاقبة تركيا لأنها رفضت المشاركة في احتلال العراق.
الحكومات الغربية، بما فيها إدارة أوباما (باستثناء بريطانيا)، وبعض الدول العربية وإسرائيل انتظرت وهي تحبس أنفاسها على أمل أن تنجح المحاولة الانقلابية. وهذا ما جعلها تلتزم الصمت ولا تعرب عن دعمها للأمة التركية، واعتبرت معاقبة الانقلابيين لاحقًا مؤشرًا على الديكتاتورية.
للحكومات ألاعيبها ودسائسها السياسية، وربما تمتلك إمكانية تلافي عواقب الأمر بطريقة ما في وقت لاحق، لكن هل يملك الإعلام مثل هذه الإمكانية؟ كيف يمكنه الدفاع عن ما كُتب أو ما لم يُكتب على الورق؟
الصحفي مسؤول أيضًا عن الكلام الواجب أن يقوله إذا لم يقله. وهذه المسؤولية باقية حتى وإن مضى عشرون عامًا وليس عامان على المحاولة الانقلابية.
تركيا لن تنسى الدعم الذي قدمه الإعلام الغربي للانقلاب..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس