ترك برس
نشرت مجلة ديفينس نيوز الأمريكية المتخصصة في الشؤون الدفاعية مقالا تحليليا تناولت فيه صفقة بيع صواريخ إس 400 لتركيا من وجهة النظر الروسية، رأت فيه أن موسكو أنهت مفاوضات الصفقة سريعا مع تركيا ووافقت على نقل تكنولوجيا الصواريخ إليها، لرغبتها في إحداث صدع بين تركيا وحلف الناتو، وأن الصفقة تعد انتصارا سياسيا لبوتين في الداخل.
وينقل المقال عن مايكل كوفمان، الخبير العسكري الروسي في مركز أبحاث CNA في ولاية فرجينيا، أن تركيا ظلت تحاول منذ مدة طويلة نقل التكنولوجيا في مجال الدفاع الجوي من الشركات الغربية. وإن هذه الأخيرة مترددة بوضوح في نقل هذه التكنولوجيا إلى تركيا، التي لديها صناعة دفاعية مهتمة بالصادرات.
ويضيف المقال أن أنقرة بعد أن أخفقت في إقناع الولايات المتحدة بالموافقة على مطالب الإنتاج المشتركة من خلال التهديد بشراء أنظمة الدفاع الجوي الصينية، قررت تجربة الأمر مع روسيا، وعلى وجه التحديد من خلال نظام الدفاع الجوي أس-400. لكن المشكلة تكمن في أن نظامي باتريوت وأس-400 هما نظامان مختلفان تماماً.
وأوضح أن نظام إس 400 يعد نظاماً متحركا، صمم ليتم نشره خلف الخطوط لحماية البنية التحتية الحيوية. وهو يتميّز بمدى طويل جداً في حين أن الباتريوت هو نظام متوسط المدى. وبهذا المعنى، فهما ينتميان إلى فئتين مختلفتين من الأنظمة.
ويلفت إلى أن تركيا لو كانت مهتمة بالفعل بأي أنظمة مضادة للصواريخ، لكان اختيارها قد وقع على نظام S-300VM الذي تم تحديثه خصيصا لهذه المهمة؛ في حين أن إس 400 الذي يقال إنه يمتلك نطاقًا يبلغ 250 كيلومترا ومصمم لإشراك مجموعة متنوعة من الطائرات، فلديه فقط أربعة صواريخ لكل قاذفة.
وورغم ذلك كانت موسكو سعيدة بالاتفاق على نقل التكنولوجيا إلى تركيا، حيث يمنحها بيع منظومة إس 400 لتركيا عددا من الانتصارات السياسية: أن تعتمد تركيا على روسيا بشكل أكبر، وأن تدق إسفينا بين تركيا وحلفائها في الناتو، علاوة على أن هذه الصفقة انتصار سياسي لبوتين في الداخل.
ويضيف كوفمان أن روسيا تشك في أن تركيا كانت تحاول ابتزاز الولايات المتحدة للتوصل إلى صفقة أفضل، كما يشكك في أن ينسحب الرئيس التركي أردوغان في وقت ما من الصفقة، أو أن يقع في شرك لعبته.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!