ترك برس
لاقت تهديدات وعقوبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد تركيا، صدى واسعاً داخل الولايات المتحدة أيضاً. حيث يرى خبراء وأكاديميون أمريكان، أن ترامب يسعى من وراء تهديداته هذه تجاه أنقرة، لكسب الرأي العام الداخلي بعد أن خسر جزءاً كبيراً منه نتيجة الفضائح التي طالت إدارته منذ توليه للسلطة.
وفي هذا السياق، تناول تقرير نشرته وكالة الأناضول آراء خبراء أمريكيون حول الدوافع التي تجعل من ترامب يهدد حليف استراتيجي مثل تركيا، ويفرض عقوبات على وزيرين في الحكومة التركية.
ونقلت الأناضول عن البروفسور دانييل سيرور، عضو الهيئة التدريسية في معهد الدراسات الدولية لدى جامعة جون هوبكنز الأمريكية، قوله إن "تهديدات ترامب متعلقة تمامًا بالسياسة الداخلية للبلاد، وليست لها علاقة بتركيا".
وأضاف "سيرور" وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط، خلال حديثه للأناضول، أن "وراء هذه التهديدات محاولة من ترامب لإظهار نفسه بمظهر المدافع عن زعيم إنجيلي يواجه اتهامات في تركيا"، موضحاً أن ترامب غير مطلع على الاتهامات التي يواجهها القس "برانسون" في تركيا، وأنه يحاول إقناع الإنجيليين بأنه يساند القس برانسون بهدف الحصول على أصواتهم في الانتخابات المقبلة.
وأشار إلى أن أصوات الإنجيليين قد تُفقد بسرعة بسبب الفضائح التي طالت إدارة ترامب، لذا يعمل على الحفاظ على هذه الأصوات عبر تقديم الوعود لهم والتقرب إليهم في قضايا تهمهم، مبيناً أن ترامب يتجاهل تحالفات واشنطن، وأنه رئيس مختلف عن أسلافه.
وأشار الخبير الأمريكي إلى وجود خلافات بين الرئيس والكونغرس، وأنه من الصعب العثور على مسؤولين كثر في البيت الأبيض يوافقون ترامب في سياسات التهديد هذه، موضحًا أن الكونغرس اتخذ في العديد من المرات، قرارات لصالح الحلفاء وبأغلبية ساحقة.
من جهة أخرى، قال لوكي كوفي، الخبير لدى وقف الميراث الذي يتخذ من واشنطن مركزاً له، أن وزارة الخارجية الأمريكية والوزير بومبيو، قطعا شوطاً كبيراً في قضية القس الأمريكي برانسون، إلا أن تغريدة ترامب ونائبه بنس التي هددت بفرض عقوبات على تركيا أضرت بالقضية وأدت إلى تأزمها.
وحول تهديدات ترامب الأخيرة لأنقرة التي قادت إلى فرض عقوبات على وزيرين تركيين، قال الخبير الأمريكي: "كل أمريكي يرغب في الإفراج عن القس برانسون، إلا أن حل هذه المشكلة لا يكون عبر إطلاق التهديدات ضد تركيا. على واشنطن أن تنظر هنا إلى المشهد الأكبر، وأن تفضّل المصالح الأمريكية على حزن وانزعاج القس برانسون وأسرته. يجب استمرار العمل مع تركيا لتأمين الإفراج عنه، ولا أعتقد أن سبيل ذلك هو العقوبات الاقتصادية".
وفيما يتعلق بفرض الكونغرس الأمريكي قيود على حصول أنقرة على مقاتلات "إف-35" ردًا على شرائها منظومة "أس-400" الدفاعية الروسية، أشار الخبير الأمريكي إلى ضرورة أن يكون الكونغرس حساسًا في هذا الشأن.
وتابع قائلًا: "عرقلة شراء تركيا لمقاتلات أف-35 أمر قد يضرّ بواشنطن أيضًا. لأن بعض قطع هذه المقاتلة تصنعها أنقرة".
وتشهد الولايات المتحدة، في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، انتخابات نصفية ينتخب فيها الأمريكيون جزءًا أعضاء مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ.
ويرى الخبراء أن أصوات الإنجيليين في هذه الانتخابات، تحمل أهمية كبيرة بالنسبة للجمهوريين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!