ترك برس
مع ازدحام الخطوط الدبلوماسية بين أنقرة وواشنطن في الأيام الأخيرة، خاصة بعد فرض الأخيرة عقوبات على وزيرين تركيين يوم الأربعاء، تدخّل عالم الأعمال بما في ذلك شركات عالمية لإيجاد حل للخلاف.
فقد اجتمعت وزيرة التجارة التركية روهصار بيكجان يوم الجمعة مع ممثلي 30 شركة أمريكية، من بينها “آبل” و”بوينغ” و”آي بي أم” و”مايكروسوفت”، خلال الاجتماع التشاوري للعلاقات الاقتصادية التركية الأمريكية، الذي نظّمه اتّحاد الغرف التجارية وتبادل السلع التركي (TOBB) والغرفة التجارية الأمريكية في أنقرة.
وفرضت الولايات المتحدة يوم الأربعاء عقوبات على وزير الداخلية التركي سليمان صويلو ووزير العدل عبد الحميد غُل، بسبب عدم إطلاق سراح القس الأمريكي أندرو كريغ برونسون الذي يواجه تهمًا متعلقة بالإرهاب في تركيا.
وأعلنت تركيا رفضها للتهديدات الأمريكية ووصفت العقوبات بـ”غير المقبولة”.
واعترضت وزارة الخارجية التركية بشدة على قرار وزارة الخزانة الأمريكية، مطالبة الإدارة الأمريكية بالتراجع عن “قرارها الخاطئ”.
كما أدانت العقوبات الأمريكية تكتلات اقتصادية تركية، مثل جمعية رجال الأعمال والصناعيين الأتراك “TÜSİAD”، وجمعية المصدّرين الأتراك “TİM”، ومجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية “DEİK”.
وخلال الاجتماع الذي جرى يوم الجمعة، أكدت وزيرة التجارة التركية بيكجان أن سياسة تركيا فضّلت دائمًا وضع التعاون والاستقرار على رأس أولوياتها. وقالت: “إن تركيا والولايات المتحدة ينبغي أن لا يسمحان لأزمة ليست لها أرضية اقتصادية بأن تعيق التعاون الاقتصادي”.
وشدّدت بيكجان على أن الاقتصاد التركي يوفر فرصًا عظيمة وأن تركيا ستخضع لتحول مبني على أرضية تكنولوجية يُركّز على إنتاج قيمة مضافة. وأشارت إلى أن الشركات الأمريكية ورأس المال الأمريكية ربما يؤدي أدوارًا مهمة في ذلك التحول. وقالت: “إن البلدين يملكان حجم تبادل تجاري كبير. ونتمنى أن تستمر هذه الشراكة وتزداد قوة”.
ووفقًا للقانون الأمريكي، سيتم تجميد أصول وممتلكات الوزيرين التركيين اللذين فرضت عليهما العقوبات، وسيُمنع الرجال الأعمال الأمريكان والأفراد من التعامل المالي معهما.
وكانت تركيا قد اعتقلت برونسون بتهم التجسس لصالح تنظيم “بي كي كي” الذي تعدّه تركيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي إرهابيًا، ولصالح منظمة غولن التي يديرها فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، وتتهمه الحكومة التركية بتدبير محاولة الانقلاب الدموية الفاشلة في تموز/ يوليو 2016.
وفي كلمة له خلال الاجتماع مع الشركات الأمريكية، قال رئيس اتحاد الغرف التجارية وتبادل السلع التركي رفعت حصارجيك أوغلو، إن تركيا والولايات المتحدة شركاء استراتيجيون. وأعرب عن أمله في أن يتم تجاوز هذا الاختبار الصعب على أنه شيء من الماضي.
ولفتت بيكجان النظر إلى الانتقادات غير المنصفة الموجهة لتركيا. وقالت: “إن الشركات الأمريكية التي تقوم بأعمالها في بلادها ينبغي أن تقدّم الصورة الصحيحة عن تركيا. بلدنا لديه تقاليد قانونية معاصرة. وسيحافظ على ثقافته الديمقراطية القوية، ونموه الاقتصادي السريع، وتطوره المستمر”.
ووفقًا لبيانات مكتب التعداد الأمريكي، فإن الصادرات التركية إلى الولايات المتحدة سجّلت 9.4 مليار دولار، في حين وصلت الواردات التركية من الولايات المتحدة إلى 9.7 مليار دولار. ووصلت الصادرات التركية إلى الولايات المتحدة في الشهور الأربعة الأولى من العام إلى 4.1 مليار دولار، وبلغت الواردات الأمريكية 4.2 مليار دولار.
وأشارت الوزيرة بيكجان إلى أن صناعة الصّلب التركية لا تمثل أي تهديد للولايات المتحدة، منوهةً إلى أن البلدين لديهما حجم تجارة متوازن في صناعة الصلب. وقالت: “ينبغي أن تتعاون الولايات المتحدة مع تركيا في تجارة الصلب. وفي حال واجهت تركيا ممارسات غير عادلة، فإنها ستمارس حقوقها المنصوص عليها في القانون التجاري الدولي وستتصرف على أساس الرد بالمثل، لتحمي مصالحها الخاصة”.
وقالت الوزيرة التركية، إن اتحاد الغرف التجارية التركي سيواصل مفاوضاته مع الغرفة التجارية الأمريكية بهدف حل المشاكل الثنائية.
ولفت حصارجيك أوغلو إلى أن العلاقات الثنائية بين تركيا والولايات المتحدة تستند إلى تقاليد قوية، وقال: “لدينا تاريخ من الشراكة الاستراتيجية مبني على الربح المتبادل”.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!