ترك برس
أجمع اقتصاديون ومفكرون ورجال دين على قدرة الاقتصاد التركي على تجاوز أزمة تراجع الليرة الناجمة عن الهجمة الاقتصادية على البلاد.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "الحرب الاقتصادية على تركيا وموقف العلماء منها"، اليوم الخميس، بإسطنبول، شارك فيها عشرات من علماء المسلمين ورجال أعمال أتراك وعرب ومنظمات عربية، لمناقشة تداعيات وسبل دعم الليرة التركية.
وأكد البيان الصادر عن الندوة أن "الإجراءات والتّصريحات الأمريكيّة واختلاق الذرائع للعدوان تثبت بما لا يدع مجالًا للشكّ بأنَّ تركيا مستهدفةٌ لما تمثّله اليوم في العالم الإسلاميّ، من عنوان للتحرّر من الظلم، ودعم قضايا الأمة، ومساندة المستضعفين في الأرض".
وجاء في البيان الختامي للندوة ما يلي:
أوّلًا: إنَّ الإجراءات والتّصريحات الأمريكيّة واختلاق الذرائع للعدوان تثبت بما لا يدع مجالًا للشكّ بأنَّ تركيا مستهدفةٌ لما تمثّله اليوم في العالم الإسلاميّ من عنوان للتحرّر من الظلم ودعم قضايا الأمة ومساندة المستضعفين في الأرض؛ فالمستهدفَ ليس تركيا وحدها بل كلّ الأمّة التي لا يراد لها النّهوض وكسر أغلال الاقتصاد العالمي، ولكنَّ أعداء الدّين ومعهم المنافقون يبذلون أموالهم في محاولات مستمرة لإخضاع الأمة وتدمير مقدراتها ولكنّ مكرهم إلى زوال ولهم خزي الدارين، قال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ " الأنفال: 36،37
ثانيًا: يؤكّد الموقعون على وقوفهم المطلق إلى جانب القرار التركيّ الرّافض للإذعان والخضوع، القويّ بالله تعالى، المتمثّل في قول فخامة الرئيس رجب طيّب أردوغان: لهم دولاراتهم ولنا الله، كما نؤكّد بأنّ الأمّة جمعاء بكلّ طاقاتها ومكوّناتها تساند الموقف التركيّ الثابت، وأنَّ المسارعين في العداوة والتابعين لهم من المنافقين سيعضون أصابعهم ندما قال تعالى: " إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ" آل عمران: 120
ثالثًا: يحيّي الموقعون شعوب الأمّة الحيّة على تحرّكها لمناصرة تركيا الشقيقة في مواجهة الهيمنة الأمريكيّة وقد شهدت الأيام القليلة الماضية ضروبًا من التّعاطف والدّعم من شعوب الأمة في مختلف بلاد المسلمين ما يؤكّد أنّ شعوبنا وفيّةٌ لمن يحملون قضاياها وينافحون عن كرامتها ، ويؤكّدون بأنّه يجب وجوبًا شرعيًّا على كلّ مسلمٍ قادرٍ على دعم الاقتصاد التركي ولو باليسير أن يهبّ لفعل ذلك، وأنَّ هذا الوجوب يشمل كلّ قادرٍ كلٌّ على حسب طاقته ومكانته ومسؤوليّته، وإنَّ هذا من صور موالاة المؤمنين الواجبة، قال تعالى: " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" التوبة:71
رابعًا: يضع علماء الأمّة بناء على استشارة أهل الاختصاص والخبرة ثلّة من الإجراءات العمليّة التي نشجع رجال الأعمال والمستثمرين والفعاليّات التجارية والشّعبيّة المبادرة عليها وهي من باب التمثيل لا الحصر:
• دعم قطاعات الاقتصاد التركي من صناعة وسياحة وزراعة وتشجيع المستثمرين وتطمينهم.
• دعم مبادرات الحكومة التي تهدف الى تخفيض الديون الخارجية والتعاون مع الحكومة في السياسات طويلة الأمد
• دعوة السياح والزائرين لقضاء إجازاتهم في تركيا وتشجيع السياحة العلاجيّة، وعدم الاستماع للمثبطين الذين آثروا أن يكونوا في صفّ الباطل
• الاستمرار في تحويل المبالغ النّقديّة إلى اللّيرة التركية
• شراء البضائع التركية الموجودة في مختلف العالم الإسلامي
• تحويل كل ارصدة المؤسسات العاملة في الحقل الاجتماعي الى الليرة التركية
• مقاطعة البضائع الأمريكيّة بأشكالها كافة لا سيما التقنية والالكترونيّة منها
خامسًا: يدعو الموقعون دول العالم الاسلاميّ والعالم المتضرر من هيمنة أمريكا الاقتصادية والسياسية إلى اعتبار هذه المعركة معركتهم جميعًا، ولتكن معركة تحرّرٍ من الهيمنة الأمريكيّة على الاقتصاد العالمي، فإن مصلحة الدول والعالم كله تكمن في لجم هذا العدوان الأمريكيّ الذي يستهدف الجميع وإن العلماء يدعون دول العالم المتضررة إلى إنشاء حلف الفضول الذي يقوم على التعاون والتحالف مع تركيا المعتدى عليها في وجه الغطرسة الأمريكية.
سادسًا: يدعو الموقعون أن تكون خطبة عرفة ـ ونحن في أيّام الحجّ المباركات ـ وخُطب العيد في العالم الإسلامي تبيينًا للأمة كلّها حول خطورة هذه الحرب، واستهدافها الأمة جمعاء، وإنَّ هذا من أهم مظاهر وحدة المسلمين التي تقصد إليها شعائر الحج والعيد، ومن واجبات علماء الأمة ودعاتها في التبيين وعدم الكتمان، قال تعالى: " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ" آل عمران:187
سابعا: يدعو الموقعون وسائل الاعلام المختلفة والناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي الى مواجهة الحرب الاعلامية الرديفة لهذه الحرب الاقتصادية من جهة وتوجيه شعوبنا الحيّة إلى وسائل وآليات مناصرة تركيا في هذه الحرب التي لا تقل شراسة عن الحروب العسكرية من جهة أخرى.
ثامنا: يؤكّد الموقعون بأنَّ هذه المعركة هي جولةٌ من جولات المعركة المستمرّة بين الحقّ والباطل، وإنَّ العاقبة فيها للحقّ وأهله، وأنَّ الباطل زاهق لا محالة، فطوبى لمن كان في ركب الحقّ من الحكام والعلماء والأفراد والخزي والعار لمن قبل على نفسه أن يكون في ركب الباطل، قال تعالى: " بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ" الأنبياء: 18
ووقع على البيان الختامي كل من هيئة علماء فلسطين في الخارج، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تركيا ، المجلس الإسلامي السوري ، رابطة علماء أهل السنة، مجلس علماء العراق، هيئة علماء المسلمين في العراق، رابطة الأئمة والخطباء في العراق، هيئة علماء اليمن ، مركز تكوين العلماء، هيئة علماء ليبيا ، هيئة علماء السودان.
وتشهد تركيا في الآونة الأخيرة حربًا اقتصادية من جانب قوى دولية، ما تسبب في تراجع سعر صرف الليرة، وارتفاع نسب التضخم في البلاد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!