أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
تواصل الأزمة التي افتعلتها الولايات المتحدة ولم تعد بنفع على أحد، التأثير سلبيًّا على العلاقات التركية الأمريكية. ويبدو أن ما أقدمت أنقرة عليه من خطوات عقب فرض واشنطن عقوبات على وزيرين تركيين ورسوم جمركية إضافية، بدأ يحبط المخططات الأمريكية.
يظهر موقف الولايات المتحدة في الأزمة الحالية والسنوات الماضية، افتقادها للفكر الاستراتيجي. فبينما تبنت تركيا موقفًا دبلوماسيًّا منذ البداية، أصرت الولايات المتحدة على اتباع إجراءات قسرية واستخدام لغة العقوبات وتنفيذ حملات اقتصادية/ إعلامية كأداة لصياغة سياستها الخارجية، ما أدى إلى تدهور العلاقات الثنائية.
الراهب برانسون هو مسألة بسيطة بالنسبة للولايات المتحدة في الأزمة الحالية وبقية القضايا الخلافية. كشفت الإدارة الأمريكية من خلال موقفها غير البناء في الأزمة الأخيرة أن برانسون قضية فرعية، على عكس ما تحاول تصويره.
للحصول على نتيجة من لغة التهديد ورفض التفاوض بخصوص دعوى تسير فيها الإجراءات القضائية، ينبغي أن يكون البلد المعني تابعًا للولايات المتحدة، التي كان عليها أن تعلم جيدًّا أن هذا الموقف لا تقبله دولة وشعب أحبطا المحاولة الانقلابية.
هناك قضيتان بخصوص تركيا تصر الولايات المتحدة على عدم فهمهما.
الأولى هي أن تركيا عنصر لا غنى عنه بالنسبة للمناطق المحيطة بها، وعلى رأسها أوروبا. الأنظمة الإقليمية تمتلك مصالح هامة مع تركيا، التي تتمتع بعلاقات تجارية وسياسية وثقافية وثيقة مع الغرب والشرق.
أي لاعب يتخذ هذا الموقف من تركيا ليس هناك ما يضمن أن لا يلجأ إلى الأساليب نفسها مستقبلا مع البلدان الأوروبية أو البلدان الأخرى. ولهذا رأينا أن أوروبا رفعت صوتها لصالح أنقرة بناء على أهمية تركيا بالنسبة لها وإدراكها التهديد المشترك.
القضية الثانية هي أن الشعب التركي لا يضعف في مواجهة هذا النوع من الحملات، وتخطئ الولايات المتحدة خطأً كبيرًا في تقديرها لشعب خبر الهجمات والإرهاب والضغوط.
بعد كل ما عايشه، يقف الشعب التركي يقظًا ومتأهبًا ومستعدً لرص صفوفه عندما يقتضي الأمر. أتمنى أن تراجع الولايات المتحدة نفسها وتعود إلى لغة الدبلوماسية في أقرب وقت.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس