ترك برس
نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا لماثيو بريزا، مسؤول الشؤون التركية السابق بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، وجه فيه انتقادات حادة لسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد تركيا، لافتا إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع تحمل تبعات حسارة تركيا كحليف.
ورأى المسؤول الأمريكي السابق أن قرار ترامب نضاعفة التعريفة الجمركية على ورادات الصلب والألمنيوم من تركيا، إلى جانب التفكير في فرض عقوبات أوسع نطاقاً على تركيا يمثل تصعيداً خطيراً.
ووصف بريزا هذا الإجراء بأنه عمل عدائي غير مسبوق ضد حليفٍ في حلف الناتو، وأن توقيته كان يهدف لإلحاق أكبر قدر من الضرر بتركيا التي تناضل من أجل وقف انهيار عملتها، حيث تزامن إعلان ترامب مضاعفة التعريفة الجمركية، مع إعلان وزير المالية التركي خطة حكومته لإدارة الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وأضاف أن هذه "العقوبات الكبيرة"، كما وصفها ترامب، فجرت بشكل أساسي عملية تفاوض حساسة كانت على وشك النجاح بين أنقرة وواشنطن، حيث كان البلدان قريبان من التوصل إلى اتفاق تفرج تركيا بموجبه عن القس الأمريكي، أندرو برونسون، من الإقامة الجبرية. ولكن ترامب فقد صبره وقرر إشعال الموقف باللجوء إلى الحرب الاقتصادية.
وأوضح بريزا أن ترامب وضع الرئيس التركي أردوغان في مأزق، وجعل من الصعب عليه الموافقة على إطلاق سراح برونسون.
ولفت إلى أن موقف التحدي الذي اختاره الرئيس التركي يتمتع بتأييد جماعي من جميع ألوان الطيف السياسي التركي تقريبا.
واعتبر أن الرئيس الأمريكي وجه ضربة إلى صديق في حالة ضعف، من خلال محاولته إلحاق الضرر بالاقتصاد التركي، مضيفا أن البيت الأبيض يبدو أنه قرر التخلي عن تركيا كحليف.
وعن تبعات خسارة تركيا كحليف في الوقت الحالي، قال بريزا إن ذلك سيضعف حلف شمال الأطلسي، ويُفقد الولايات المتحدة نفوذها في الشرق الأوسط، ويهدد التحالف الدولي ضد داعش الذي ما يزال بعيدا عن إنهاء مهمته، حيث تشير التقارير إلى التنظيم الإرهابي يسعى إلى العودة بجدية.
وأضاف أن التخلي عن تركيا يمكن أن يدفعها إلى أحضان روسيا، التي كان هدفها الاستراتيجي في المنطقة منذ فترة طويلة هو دق إسفين بين تركيا وحلف الناتو، وخاصة مع واشنطن. وهو ما اعترف به صراحة مستشار بارز في الكرملين.
وأردف قائلا إن التحالف الأمريكي مع تركيا كان مركزياً لاستراتيجيتنا في الشرق الأوسط منذ إدارة الرئيس ترومان، وكان الروس يبذلون جهودا مضاعفة لتغيير توازن القوى هذا.
وأوضح أن موسكو تريد شرق أوسط يتقلص فيه الوجود الغربي، وأن مفتاح هذه المقاربة الروسية هو تهميش الولايات المتحدة وتمكين إيران. وستعطي خسارة تركيا الكرملين ما يريده، ويجعل من المستحيل السعي وراء الحلول الدبلوماسية في سوريا والعراق.
وختم بريزا مقاله بالقول بأن المصالح القومية الأمريكية في الشرق الأوسط ستكون أفضل بكثير من خلال الشراكة مع تركيا الحليف في الناتو الواقعة على الحدود مع سوريا والعراق وإيران، وليس إجهاد اقتصادها المتعثر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!