محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
من الطبيعي أن يكون هناك انعكاسات سلبية لفقدان الليرة التركية قيمتها أمام العملات الأخرى، على حياة المجتمع. تهتز الثقة بالاقتصاد، وترتفع الأسعار وكلفة الإنتاج. فإن لم تنجحوا في ضبط الفائدة حسب الوضع فإن الودائع تتسرب من المصارف..
لكن وضع العملة المحلية في مواجهة الدولار ليس المؤشر الوحيد على قوة وسلامة بلد ما. التقلبات في أسعار الصرف أمر مؤقت، ولا بد أنها سوف تثبت في لحظة ما عند قيمة معينة. وعندها يلائم الاقتصاد والحياة نفسيهما وفق القيم الجديدة.
إذا كان البلد قويًّا، والمجتمع واعيًا فإن الذاكرة نفسها لا تحتفظ بالأيام التي شهدت فيها أسعار الصرف تقلبات.
كان السبب في تقلبات أسعار الصرف في الآونة الأخيرة إعلان الرئيس الأمريكي المجنون دونالد ترامب تركيا عدوًّا لبلاده بسبب قضية القس العميل.
يُضاف إلى ذلك اقتراض الدولة والقطاع الخاص على حد سواء بالدولار. كما أن توجه التضخم للارتفاع كشف ضرورة إجراء إعادة هيكلة في الاقتصاد.
القيادة الاقتصادية في تركيا أقدمت على خطوات جذرية في هذا السبيل، وعملت على تطبيق سياسات تقشف كبيرة في القطاع العام، بينما أتاحت إمكانيات جديدة أمام الودائع طويلة الأمد بهدف زيادة الإقبال على الليرة التركية.
وفي هذا السياق تبدو زيادة عوائد السياحة والتصدير تطورًا إيجابيًّا. وبينما تشجع الدولة الاستثمارات الجاذبة لرؤوس الأموال الأجنبية وتبحث عن موارد جديدة، ينبغي وقف استثمارات القطاع العام إلى حين. والأهم من ذلك، هو المحافظة على مبدأي اقتصاد السوق الحر وانضباط الميزانية.
كما قلت في مطلع المقالة، لا تقاس قيمة بلد ما بالنظر إلى أسعار الصرف فقط. أمس الأول، تحدث أردوغان عن الكثير من الأمور التي تواجهها تركيا، علاوة على الهجمات الاقتصادية..
أردوغان قال: "نحن بلد تُرك بمفرده لمواجهة الهجمات القادمة من سوريا. لم يبيعوننا أنظمة الدفاع الجوي، التي نحتاجها من أجل حماية أنفسنا، تحت ذرائع واهية. الأسلحة التي لم يبيعونا إياها مقابل المال، منحوها مجانًّا للتنظيمات الإرهابية".
وأضاف: "عندما بدأنا بالبحث عن بدائل من أجل حماية ترابنا، أخذوا يوجهون التحذيرات إلينا. لا يمكن أن نقبل هذه الإملاءات. تركيا بحاجة إلى صواريخ إس-400، ولسوف نشتريها بأقرب وقت. تركيا بحاجة إلى مقاتلات إف-35، إذا سلمونا إياها فهذا مؤشر على التزامهم بالاتفاقية. دفعنا 900 مليون دولار بموجب اتفاق الشراكة".
بالنتيجة، هناك 80 مليون مواطن يثقون بمستقبل البلد، سوف يذكرون أننا خلفنا هذه الأيام الحافلة بالمشاكل وراءنا، ولسوف نعلن للصديق والعدو مدى وفائنا لوطننا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس