ترك برس
نشرت وكالة رويترز الدولية تقريرًا يتحدث عن الإجراءات التي تتخذها السلطات التركية بهدف تكريم أسر عناصر الجيش السوري الحر الذين استشهدوا خلال قتالهم في صف واحد مع الجنود الأتراك في عملية "غصن الزيتون" بمنطقة "عفرين" السورية.
ونفّذت القوات المسلحة التركية حملتين عسكريتين الأولى "درع الفرات" التي طردت فيها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من على حدودها في عام 2016.
أما الثانية فقد كانت عملية "غصن الزيتون" في منطقة عفرين المجاورة هذا الربيع، ضد ما يسمى بـ"وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK).
ونقلت رويترز عن الملازم أول عبد الله حلاوة، القائد العسكري العام لفرقة الحمزة، قوله إن أسرة كل مقاتل سقط في عفرين تحصل على 60 ألف ليرة تركية أي نحو (9142 دولارا).
وأضاف حلاوة أن أقارب 65 من المقاتلين في فرقته حصلوا على تعويضات بالفعل.
وقال إنهم سيحصلون على مسكن وجنسية في تركيا، "صحيح إنها لا تضاهي ما قدموه ولكن قدر المستطاع تعتبر تكريما لهم".
كما سيحصل المصابون على 15 ألف ليرة لكل منهم وقد يصل التعويض إلى 30 ألف ليرة إذا كانت الإصابة قد تسببت في إعاقة دائمة.
وقال حلاوة إن معركة عفرين هي أول مرة يتلقى فيها مسلحو المعارضة مثل تلك التعويضات. وأضاف "لم يبق لدينا من داعم للثورة السورية سوى الإخوة الأتراك".
وأشار إلى أن خططا مماثلة قد تطبق قريبا فيما يخص من خاضوا معركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" قبل نحو عامين ساعدت على السيطرة على شريط واسع من الأرض بين مدينتي أعزاز وجرابلس.
وتسعى سلطات من جماعات المعارضة المسلحة إلى تشكيل إدارة في تلك المناطق، فيما تساعدها تركيا في إعادة البناء وتمويل المدارس وتدريب قوات للشرطة.
والمنطقة الواقعة في شمال غرب سوريا هي آخر معقل كبير باق للمعارضة المسلحة في سوريا. ويصف الأسد القوات التركية بأنها "قوات احتلال غير مشروع" وتعهد باستعادة السيطرة على كل شبر من البلاد.
وقال أقارب ثلاثة من مسلحي المعارضة الذين حاربوا في عفرين إنهم بعد حصولهم على التعويضات، استدعاهم مسؤولون مؤخرا لبلدة حدودية لأخذ بصماتهم وتقديم وثائقهم الرسمية.
وقال مأمون شعبان الذي قتل ابنه وهو في التاسعة عشرة من عمره في المعارك "تم وعدنا بمنحنا الجنسية لعائلة الشهيد ومنح العائلة منزل داخل الأراضي التركية.. الإخوة الأتراك لم يدخروا أي شيء من أجل مساعدتنا".
وقاتل شعبان (51 عاما) هو وثلاثة آخرون من أبنائه في شمال غرب سوريا تحت لواء جماعة أحرار الشرقية.
وقال إن زوجته وأطفاله الصغار قد ينتقلون إلى تركيا لكنه سيبقى في سوريا حتى إذا حصل على الجنسية وجواز السفر التركي.
وأضاف "في حال كان هناك معارك قادمة نحن جاهزون أنا وأولادي حتى لو استشهدنا كلنا في سبيل الدفاع عن الأرض".
وقالت ملك عبد الرحمن (30 عاما) إنها ستذهب إلى تركيا على الأرجح عندما تحصل على الجنسية.
كما أنها ما زالت تتسلم راتب زوجها الراحل وهو نحو 500 ليرة تركية من فرقة الحمزة. وقتل زوجها في انفجار لغم أرضي في عفرين وكانت قلقة على توفير سبل المعيشة لابنهما البالغ من العمر ست سنوات.
وبالنسبة لإبراهيم الخليل جنبد، الذي يعمل في مجال البناء وفقد ابنه الذي كان يبلغ من العمر 20 عاما في المعارك فقد كان التعويض الذي قدمته تركيا بمثابة إنقاذ لهم بعد أن كانت الأسرة مثقلة بالديون.
وقال جنبد الذي أبقى على الزي العسكري لابنه الراحل في غرفة المعيشة "أخبرونا أن الإجراءات (الخاصة بالجنسية) تسير لاستكمال الموضوع. الأمر صعب ونحن مررنا بحالة الفقدان، لا يمكن أن أنسى ابني لا بليل ولا بنهار".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكّد في وقت سابق أن بلاده ستسلم عفرين إلى أهلها الأصليين عند إكمال السيطرة عليها من قبل الجيش السوري الحر المدعوم بالقوات المسلحة التركية أكثر.
وتابع الرئيس التركي "اليوم نحن في عفرين وغدا سنكون في منبج، وبعد غد سنطهر شرقي الفرات حتى الحدود مع العراق من الإرهابيين".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!