أحمد تاشكاتيران – صحيفة ستار- ترجمة وتحرير ترك برس
ازدادت وتيرة الآمال مع فوز رجل اليونان الأول "تسيبراس" برئاسة الحكومة، بعدما اكتسح منافسيه. وكان وقوفه بين أيدي رئيس الأساقفة لأداء اليمين الدستورية بمثابة الزلزال المدمر خصوصاً للحزبين الحاكمَين السابقّين، الاشتراكي "باسوك" واليميني المحافظ "الديمقراطية الجديدة".
هل نشهد تجربة تركية مشابهة!
هل ينجح حزب الشعب الجمهوري (CHP) بذلك! أو هل ينجح حزب الشعوب الديمقراطي (HDP)؟ أم حزب الحرية والتعاون (ÖDP)!
هل يتحقق عندنا أيضاً "تحالف يساري راديكالي"؟
أم أنّ ذلك حدث حقاً قبل 12عاماً، عندما وصل "رجب طيب أردوغان" وحزب العدالة والتنمية إلى السلطة، مُنهياً بذلك هيمنة الأحزاب السياسية الحاكمة في تركيا؟
بدلاً من التجول في عالم الخيال بطرح تساؤلات من قَبِيل "هل نشهد تسيبراس بنسخته التركية؟"، دعونا نبحث في هوية الأحزاب السياسة كلاً على حده، ونسب الأصوات التي حصدوها في الانتخابات.
ولنبدأ بحزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، ولنفترض بأن "صلاح الدين ديميرطاش" يؤدي دور "تسيبراس"، حيث أن "ديميرطاش" وخلال فترة ترشحه لرئاسة الجمهورية، استخدم "لغة التركي" لمخاطبة جماهيره، ورفع بذلك نسبة أصواته إلى 9.7 بالمئة. وبما أن (HDP) أصبح يستخدم "لغة التركي"، فهل تستطيع تحقيق قفزة أو صعود "تسيبراس- سيريزا".
الجواب، بالتأكيد لا، لأن تخلي حزب "الشعوب الديمقراطي" عن هويته "الكردية" أمر شبه مستحيل.
لنلتفت الآن إلى حزب الشعب الجمهوري، هل يمكنه زيادة نسبة ناخبيه عن (24-25) بالمئة وهي النسبة السابقة التي حصدها؟ لكن من أين سيستقطب تلك الأصوات؟
حاول كلتشدار أوغلو وفريقه استمالة الطبقة المحافظة، بترشيح الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي "أكمل الدين إحسان أوغلو"، لتولي منصب رئاسة الجمهورية التركية، فالأصوات التي سيجلبها إحسان أوغلو مؤثرة جداً بالنسبة لزعيم المعارضة، لذلك تغاضى عن الإحراجات التي سببها له هذا الترشيح.
كما يبحث "كيليتشدار أوغلو" في الفترة الحالية، عن سبل التفاهم مع النائبَيْن المستقِلَين من حزب العدالة والتنمية "علي مفيد غورتونا" و"عبداللطيف شِنر". ولأنه يراقب الطبقة المحافظة بحذر، فهو يحاول استخدام اللغة التي تستهويها هذه الطبقة. ولا يجب أن ننسى علاقته مع جماعة الكيان الموازي.
ما هو الناتج السياسي المتوقع حصوله في هذه الحالة؟
أولاً: أثار هذا التصرف غضب مناصري الحزب القوميين، بحجة أن الحزب يغيّر من اتجاهاته، لمحاولته استمالة الطبقة الدينية المحافظة.
ثانياً: هل استفاد الحزب من هذه التصرفات؟ لقد زاد الدعم في بعض المناطق، وهذا نجاح سياسي، لكن من الصعب القول، بأنّ مرحلة الانفتاح التي بدأت مع "إحسان أوغلو" قد جلبت معها زيادة مهمة في عدد الناخبين. وبالنسبة لكل من "علي مفيد غورتونا" و"عبداللطيف شِنر" و"محمد بيكار أوغلو" فقد استقالوا عن العدالة والتنمية لفشلهم في إقامة تحالفات داخل الحزب. فإن كان حزب الشعب يتوقع من هذه الأسماء، أنها ستجلب معها أصوات مؤيديها، فهو مخطئ. وكذلك توقعاته من المنشق عن حزب الشعوب الديمقراطي "سيزغين تانري كولو".
أما حزب الحرية والتعاون (ÖDP) الاجتماعي التوجّه، برئاسة "ألبير تاش" خرّيج الثانوية الشرعية، يبدو الأكثر شبهاً لتسيبراس، ومع ذلك لا أتوقع أن يحصد النجاح ذاته، لأن الفرق بين المجتمعيّن التركي واليوناني شاسع.
لقد قامت تركيا بنقلتها النوّعية عام 2002، حيث حوّل حزب العدالة والتنمية الاقتصاد التركي، من اقتصاد ضعيف مهزوز، إلى اقتصاد قوي ومتوازن، جعله من أقوى الاقتصادات في أوروبا، رغم الأزمة الاقتصادية العالمية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس