هاندة فرات – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
أقدمت العاصمتان على الخطوة الأولى من عملية التطبيع. ما قرأتموه صحيح. رغم الكثير من المشاكل في مختلف المجالات، بدءًا من منظومة إس-400، مرورًا بتنظيم غولن ووحدات حماية الشعب ، وحتى مقاتلات إف-35، إلا أن الجانبين أقدما على الخطوة الأولى.
عاد القس أندرو برانسون إلى بلاده بعد إخلاء سبيله، بناء على قرار القضاء التركي إلغاء الإقامة الجبرية وحظر السفر وإسقاط تهمة التجسس، واعتبار الفترة التي قضاها في الحبس من عقوبة السجن 3 سنوات وشهر و15 يومًا.
عندما كان برانسون في السجن أو الإقامة الجبرية كانت العلاقات التركية الأمريكية في غاية التوتر. وبحسب ما ذكره لي مصدر رفيع في أنقرة فإن "الجو كان مثقلًا، ولم يكن بالإمكان الحديث عن أي مشكلة".
ومع عودة القس إلى بلده "بدأ التوتر بالانخفاض، وتم الإقدام على الخطوة الأولى في عملية تطبيع العلاقات" بحسب تعبير أنقرة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب لأنقرة عن رغبته بإجراء اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان. لكنه سافر إلى فلوريدا بسبب الإعصار مايكل ولم يجر الاتصال، الذي من المنتظر أن يكون قريبًا.
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو زار أنقرة بعد السعودية. لم تقتصر الزيارة على بحث قضية الصحفي المختفي جمال خاشقجي فحسب، وإنما تناولت المشاكل العالقة بين البلدين.
بعد الخطوة الأولى من التطبيع "أصبح من الممكن الحديث عن المشاكل". بمعنى أن الولايات المتحدة ستطرح مشاكلها، وفي المقابل ستواصل تركيا الحديث عن مطالبها وأطروحاتها بخصوص تنظيمي وحدات حماية الشعب وغولن.
لا يبدو المشهد مريحًا، كما أن المشاكل كبيرة لكن أصبح "بالإمكان مناقشتها".
الخطوة الثانية هي مسألة بنك "خلق" ونائب مديره السابق "هاكان أتيلا" المسجون في الولايات المتحدة بتهمة خرق العقوبات على إيران.
إن لم تحدث مشاكل في اللحظة الأخيرة سيتم الانتقال إلى هذه الخطوة الثانية قريبًا، وسيقدم أتيلا طلبًا إلى وزارة العدل الأمريكية من أجل استكمال عقوبته في تركيا. ولن تطعن الوزارة على الطلب، ليعود أتيلا إلى تركيا. وهذا قد يستغرق 3 أو 4 أسابيع.
كما تأمل أنقرة أن تقدم واشنطن على خطوة إيجابية بشأن عدم فرض غرامة على بنك "خلق". بشكل عام الأجواء إيجابية في أنقرة، ومع ذلك يجب عدم الإفراط بالتفاؤل.
نأتي إلى الخطوة الثالثة، وهي تعيين سفير أمريكي في أنقرة. إذا كان الطرفان أقدما على الخطوة الأولى، والخطوة الثانية قادمة، فلماذا لا تكون الثالثة تعيين السفير؟
هل يعقل ألا يكون هناك سفير لبلد مثل الولايات المتحدة في بلد مثل تركيا؟ منذ رحيل جون باس، الذي كان يعتبر مشكلة بحد ذاته، عام 2017، أي منذ عام، لا يوجد سفير للولايات المتحدة في تركيا.
فهل هناك ضير في رؤية سفير أمريكي بأنقرة في خطوة ثالثة لعملية التطبيع؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس