ترك برس
شهد قطاع التجارة الإلكترونية التركية زيادة ملحوظة خلال العامين الماضيين. ومن المتوقع أن يصل حجم هذا القطاع إلى 50 مليار ليرة تركية بنهاية هذا العام (تعادل 9 مليارات دولار تقريبا)، بينما بلغ 42.2 مليار ليرة تركية (تعادل 7.5 مليار دولار) في العام الماضي 2017.
وتوضحُ تقارير التجارة الإلكترونية أن حجم هذا القطاع من المرجّح أن يصل إلى 50 مليار ليرة تركية بحلول نهاية العام. ووفقًا لتقارير جمعية صناعة المعلوماتية في تركيا، فإن قطاع التجارة الإلكترونية الذي كان يعمل في تركيا منذ عام 1997 ويساهمُ بشكلٍ كبيرٍ في الاقتصاد المسجّل، لا يزال ينمو من حيث حملات المبيعات وتنوع المنتجات. وقد بلغ حجم سوق التجارة الإلكترونية في عام 2016 قرابة 30.8 مليار ليرة تركية (تعادل 5.5 مليار دولار)، وفقًا لتقرير شركة ديلويت للتدقيق المالي.
ومن بين 54 مليون مستخدم للإنترنت في تركيا، قام ستةُ ملايين منهم بالتسوّق في مواقع التجارة الإلكترونية في العام الماضي.
من جهته، أكّد رئيسُ اتحاد الشركات العاملة في التجارة الإلكترونية، إمرِه إكميكتشي، أن انتشار الإنترنت في تركيا يزدادُ بسرعة، في وقت بلغ فيه معدلُ اختراق الهواتف الذكية أعلى من المتوسط العالمي.
وقال إكميكتشي، إن المستهلكين الأتراك قادرون على التكيّف بسرعة مع التطورات الرقمية، وأضاف أن نموذج الأعمال متعددة القنوات قد ساهم بشكلٍ كبيرٍ في نموّ التجارة الإلكترونية، على الرغم من حقيقة أن التوسع لا يزال أقلّ من إمكانيات السوق.
وفد أدرجت المؤسساتُ الصغيرة والمتوسطة الحجم في قطاع التجارة الإلكترونية للمستهلكين مقارناتٍ لأسعار العديد من المنتجات وتسهيل العثور عليها على الإنترنت. وقد غير ذلك حسب إكميكتشي سلوك التسوّق للمستهلكين وساهم في توسع حجم أعمال الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.
تتم قرابة 70 في المئة من التجارة الإلكترونية في تركيا من خلال الجوّالات. وأشار إكميكتشي إلى أن تجربة العملاء قد وصلت إلى بُعدٍ مختلفٍ، "فالمستهلكون لا يريدون أن يضيعوا بين المنتجات التي لا يهتمّون بها ويريدون تجربة التسوّق الخاصة بهم تمامًا. لذلك، فإن الذكاء الاصطناعي جزءٌ لا غنى عنه من التجارة الإلكترونية، وعلاوةً على ذلك، فإن الواقع الافتراضي والكبير الذي نطلق عليه اسم (VR) و(AR) سيجلبُ تجربة العملاء إلى نقطة مثالية في كلٍّ من تجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية".
ووفقًا لإكميكتشي، من المتوقع أن يزداد نصيبُ التجارة على الهواتف المحمولة في السنوات الخمس القادمة، في حين يتمُّ إجراءُ أكثر من 70 في المئة من حركة المرور على مواقع التجارة الإلكترونية عبر الجوال، ويجري ما يقارب الـ 50 في المئة من البيع عبر الجوالات، وأضاف أن استخدام الهواتف المحمولة مرتفعٌ جدًا خاصة في سوق الملابس والأقمشة الجاهزة.
وتأكيدًا على أن النمو المرتقب في هذا القطاع سيحدث خلال السنوات الخمس المقبلة، قال إكميكتشي: "تتمتع تركيا بوجود مستهلك واعي يُمكنه التكيف بسرعة مع البيئة الرقمية. وقد تأكّد ذلك من خلال شركات التجارة الإلكترونية الكبيرة التي يتم الدخول إليها، بالإضافة إلى ذلك فإن استثمارات اللاعبين الأجانب في تركيا تشيرُ إلى أن اقتصادنا الوطني وقطاع التجارة الإلكترونية لدينا يتمتّعان بإمكانيات نموٍّ هائلة. مشيرًا إلى أنه من الممتع جدًا للقطاع أن اللاعبين الكبار في هذا القطاع مثل "أمازون" قد دخلوا تركيا،" وآمل أن سيسهم ذلك في نموّ سوقنا الذي يتطور باستمرارٍ وبسرعة".
وقال إنه بخلاف عملياته في جميع أنحاء العالم، بدأت أمازون عملياتها في تركيا بمجموعة صغيرة نسبيًّا من المنتجات ومستوى معياري من الخدمات، ممّا يدلُّ على أنها تقترب بحذر من السوق التركي. وشرح أنهم يتوقعون أن يكون الأمازون محليًّا، وهذا أمرٌ بنّاءٌ بالنسبة لقطاع التجزئة المحليّ.
وتطرّق إلى الجهود المبذولة من أجل "إنشاء منصة التصدير الإلكترونية من قبل وزارة التجارة" التي ورد ذكرُها في البرنامج الاقتصادي الجديد (NEP)، وقال إن تركيا ترحّب بزيادة عدد المصدّرين بفضل إشراك الشركات الصغيرة والمتوسطة على وجه الخصوص، فضلًا عن الحوافز التي ستقدّم للقطاع والاستثمارات التي يتعينُ القيام بها في هذا القطاع، وأشار إلى أن الخطوات والإجراءات السريعة التي اتخذتها الحكومة في الصادرات تدعمُ أهداف القطاع، كما أن هذه المنصة سوف تمكنهم من العمل بشكلٍ أكثر كفاءة وفاعلين من أجل زيادة حصتهم في سوق التصدير العالمي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!