كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
لولا التحقيقات العنيدة التي أجرتها تركيا لما كان من الممكن أن تعترف حكومة الرياض بجريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ولا بد أن الرياض كانت تفكر بالتملص من هذه القضية من خلال نشر مشهد مصطفى مدني، عنصر الاستخبارات السعودي، بعد خروجه من الباب الخلفي لمبنى القنصلية وهو يرتدي ملابس ونظارات وساعة خاشقجي.
لكن مع تسرب الأدلة القاطعة التي حصلت عليها الاستخبارات التركية حول مقتل خاشقجي في القنصلية، إلى وسائل الإعلام الغربية لم يبقَ أمام الرياض مناص من الاعتراف.
تعمل حكومة الرياض حاليًّا على طمس ارتباط هذه الجريمة بولي العهد محمد بن سلمان. بحسب تصريح أدلى به مسؤول سعودي رفيع لوكالة رويترز بخصوص مقتل خاشقجي فإن الحادثة جرت على النحو التالي: كلف نائب رئيس جهاز الاستخبارات أحمد العسيري وفدًا من 15 شخصًا بإقناع خاشقجي وإعادته إلى المملكة.
بدوره، عين مستشار ولي العهد سعود القحطاني شخصًا آخر من أجل التباحث حول تفاصيل عودة خاشقجي إلى بلاده.
ما قيل عن تفاصيل الخطة بعد ذلك لا أهمية له. عقب مقتل خاشقجي على يد هؤلاء الخمسة عشر، تم التخلص من جثته عبر تسليمها إلى متعاون محلي.
لا أحد يصدق أن السعودية كلفت وفدًا من 15 شخصًا بإقناع شخص ما بالعودة إلى بلده. النقطة المهمة في هذه الرواية هي اعتراف الرياض بطريقة غير مباشرة بعلاقة ولي العهد محمد بن سلمان بالحادثة من خلال مستشاره سعود القحطاني.
لكن هذا الاعتراف يقف عند حدود إقناع خاشقجي بالعودة إلى السعودية، ولا يرتقي إلى مستوى قيام ولي العهد بالتحريض على ارتكاب جريمة قتل خاشقجي.
ويبدو أن الرياض اضطرت لتأليف مثل هذه السيناريوهات "ذات المصداقية" لأن الصور أثبتت أن الطاقم المقرب من ولي العهد لعب الدور الرئيسي في مقتل خاشقجي.
لكن كما أن هذه السيناريوهات لم تكفِ لمسح بصمات ولي العهد محمد بن سلمان عن هذه الجريمة، فهي على العكس، تجعله على علاقة مباشرة بها من خلال تورط مستشاره سعود القحطاني بالذات.
ولا بد أن التحقيقات الجارية من الجانب التركي هي ما أضعف هذه السيناريوهات التي أعدتها الرياض من أجل إسكات الإعلام الغربي.
النيابة العامة في إسطنبول أعلنت أن التحقيقات في مقتل جمال خاشقجي تجري "بعمق". ولن تشبه نتائج هذه التحقيقات بأي حال السيناريوهات التي اخترعها السعوديون من بنات أفكارهم.
نيابة إسطنبول لن تقدم سيناريوهات وإنما ستعلن عن حقائق جريمة قتل خاشقجي، ويبدو أن هذه "الحقائق" سوف تزعزع الحك
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس