محمد بارلاس – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
يجب علينا أن لا نستخف في مسألة الصحة العقلية. ألا نرى مدى الأخطاء التي يقوم بها أحياناً بعض الذين يبدون بصحة عقلية جيدة؟ ولا يجب أن نغفل العلاقة بين العلاقة التناسبية بين نسبة العقل والطمع ... ذلك أننا نعلم أنه إذا كانت نسبة الطمع أكثر من نسبة العقل فإن بعض الذين يظهرون كعقلاء يمكن لهم أن يرتكبوا أفعالاً جنونية. باختصار فإنه يجب على كل شخص أن يقوم بتقييم الأمور بما يتناسب وعقله. وهذا التقييم يساعده على رسم خط صحيح لمسار حياته. ويمكن لذلك أن يقيه من نتائج استخدام مواهبه في الأوضاع الخاطئة.
وكمثال على ذلك يمكن لنا أن نعطي فتح الله غولن الذي سمى ما أنشأه جماعة والذي ينظر إليه من قبل الدولة على أنه رئيس منظمة .
قائد الجماعة صاحب السترة الواحدة
عرج رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في اليوم السابق على المقالة المنشورة لهذا الشخص في جريدة نيويورك تايمز وقال التالي :
"لماذا يكتب شخص يدعي أنه قائد جماعة دينية ولا يملك حتى سترة واحدة مقالة لجريدة نيويورك تايمز. ماذا رأى من هذه الحكومة سوى الخير؟ وأنا أخاطب بهذه الكلمات ذلك الشخص للتعبير عن إحساس يختلجني واتكلم باسم الذين صدّقوه على مدى عشرات السنين وهل لهم أن يفسروا كيف لشخص يذكر اسم الله دائماً أن يكتب مثل هذا المقال؟"
سيذلهم الله
هيا لننظر إلى فحوى المقال الذي كتبته, يقول أن الجميع من الأكراد والأتراك والعلويين والسنّة وغير المسلمين مضطهد في تركيا ... هل تعرفون لماذا يذكر غير المسلمين؟ لأنه يخاطب اللوبيات الموجودة هناك. وهؤلاء يرجون حدوث فوضى في تركيا لكي تهتز صورة تركيا في الخارج. فإذا لم يساندهم الشعب في الداخل واعتمدوا فقط على الدعم الخارجي فإن الله سيذلهم كما يحدث الآن. ومثل هذه الأحداث كانت موجودة في الماضي وهي موجودة في يومنا.
ليته أنشأ حزباً
لو أن داود أغلو قال التالي فإنه لن يكون على خطأ ...
لو أن الشخص الذي لم يحظ بالتعليم الأساسي ولكنه يملك مثل هذه الموهبة في التنظيم وقدرة التواصل أنشأ بدل الجماعة الدينية حزباً سياسياً أو شركة متعددة الجنسيات, ألن يكون ذلك الخيار موافقاً للعقل أكثر؟ لكنّا سنجد في المقابل منافساً سياسياً مشروعاً أو مثالاً للإنسان المبادر بدل أن نجد قائداً لمنظمة غير شرعية تستخدم المعتقدات الدينية وتحتمي بالخارج...
من أي إلى أين
نعم... أليس فتح الله غولن في نقطة لا رجوع فيها بسبب الخطأ في اختيار الخط الحياتي المناسب؟ النتيجة واضحة ... قام رئيس الوزراء التركي بتوجيه نداء لغولن في حزيران عام 2012 قائلاً " نريد أن نرى الذين يعيشون في الغربة ويشتاقون إلى تراب الوطن بيننا. ونقول أنه آن الآوان لهذه الغربة أن تنتهي , ونريدها أن تنتهي" أما في عام 2015 فإنه يقول فيما يخص غولن إذا لم يساندهم الشعب في الداخل واعتمدوا فقط على الدعم الخارجي فإن الله سيذلهم كما يحدث الآن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس