الأناضول
تعد ثانوية الشهيد عمر خالص دمير الدولية للأئمة والخطباء في ولاية قيصري وسط تركيا، نقطة التقاء لطلاب 60 دولة حول العالم.
تجمعهم الغايات نفسها في طلب العلم، وخدمة بلادهم، وإقامة جسور العلاقات بين بلدانهم وتركيا.
والمدرسة نتاج اتفاقية موقعة بين وزارة التعليم ورئاسة الشؤون الدينية في تركيا، ويجري اختيار طلابها ممن يجتازون الاختبارات المحددة لهم، بعد التقدم للدارسة في المدرسة عبر شبكة الإنترنت.
ويتلقى الطلاب القادمون من آلاف الكيلومترات إلى المدرسة المذكورة، دروسا في اللغة التركية، وفي العلوم الإسلامية، والرياضيات والجغرافيا وغيرها، ويبذلون جهودهم لوضع حجر أساس مستقبلهم في تركيا.
وعقب إتمام دراستهم في المرحلة الثانوية بالمدرسة، يواصل بعض الطلاب الأجانب دراسة تعليمهم الجامعي في الجامعات التركية أيضا.
وفي حديثه للأناضول، قال مدير المدرسة صدّيق قايا، إن الثانوية تضم حاليا 220 طالبا أجنبيا تتنوع أصولهم بين قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا.
وأوضح أن هؤلاء الطلاب يشكلون صلة وصل بين القارات وبين الدول، فيما تسعى إدارة المدرسة إلى توفير أفضل الخدمات التعليمية والمعيشية لهم.
وتابع: "يعود الفضل في هذا المشروع إلى وقف الديانة التركي الذي يقوم بتأمين قدوم الطلاب من خارج تركيا. وبدأت مدرستنا نشاطها منذ عام 2006، وتخرّج فيها حتى العام الحالي حوالي 1100 طالب. كما تخرّج هذا العام 118 طالبا أجنبيا في مدرستنا".
وأشار مدير المدرسة إلى أن أغلب الطلاب الخريجين من ثانوية الشهيد عمر خالص دمير الدولية، يواصلون تعليمهم الجامعي، ومنهم من تخرج في الجامعات، ومنهم من يواصل تعليمه الجامعي.
وأردف: "كان لدينا طالب تايلاندي تخرج في ثانويتنا، وهو الآن يتولى منصب نائب رئيس إحدى الجامعات، فيما ينشط أغلب الخريجين الأفارقة في منظمات المجتمع المدني، ويعملون على إنشاء جسر تواصل بين بلدانهم وتركيا من خلال المنظمات التي يأسسونها".
وذكر "قايا" أنهم لا يكتفون بتنشئة طلاب أكفاء فقط، بل يستهدفون تخريج أفراد وجيل جيد أيضا.
ولفت إلى أنه عقب تلقي الطالب دروسه الدينية، يتم اختيار وتكثيف دروسه الأخرى بحسب الفرع الجامعي الذي يعتزم دراسته.
واختتم "قايا" بتأكيد أنهم يبتغون تخريج جيل يقيم عالما جديدا في بلدانهم التي سيعودون إليها، جيل من الشباب يقود عالما قائما على الإحسان.
بدوره، قال مصطفى صونغور أحد طلاب ثانوية الشهيد عمر خالص دمير، القادمين من كازاخستان، إنه يتلقى تعليمه منذ 3 سنوات في المدرسة، ويرغب في خدمة بلاده عقب تخرجه والعودة إليها.
أما الطالب الألباني عاكف داردا، فأكد أنه تعلم أشياء كثيرة في المدرسة بعد أن كان لا يعرف اللغة التركية، حيث تعلم معاني الأخوة، والوحدة بين أفراد الأمة.
من جهته، أعرب الطالب عثمان قامارة القادم من جمهورية سيراليون (غربي إفريقيا) عن حبه تجاه تركيا، مبينا تغير نظرته للحياة عقب المجيء إليها.
وأشار إلى رغبته في دراسة كلية الإلهيات (الشريعة) خلال المرحلة الجامعية، مؤكدا عمله لإنشاء جسور الأخوة بين بلاده وتركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!