غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
لنستذكر معًا الإنذار الذي وجهته تركيا إلى الدولة السورية من أجل إخراج عبد الله أوجلان من أراضيها. كان واضحًا وحاسمًا.
"معسكرات بي كي كي في سوريا وفي البقاع الخاضع للسيطرة السورية، واستمرار أنشطة عبد الله أوجلان هي سبب لاندلاع حرب..".
يبدو أن الرئيس السوري آنذاك لم يدرك خطورة الأمر، فحذره الرئيس المصري وقتها حسني مبارك، عقب زيارة لهذا الأخير إلى أنقرة، وأبلغه باستعداد الجيش التركي للتحرك.
على الإثر، أعلن الأسد قراره إغلاق معسكرات بي كي كي وترحيل زعيمه خارج سوريا. فلجأ أوجلان إلى روسيا أولًا، ومن هناك إلى إيطاليا ثم اليونان وأفريقيا، وانتهت رحلة هروبه في سجن إيمرالي بإسطنبول.
القضاء على التهديد القادم من الحدود الجنوبية كان ذو أهمية استراتيجية، فضلًا عن كونه توطيد لاعتبار تركيا على الصعيد العالمي.
***
والآن، أعلنت تركيا مجددًا موقفها بوضوح وحزم.
فهي تواجه تهديدًا أخطر بكثير من المعسكرين (القامشلي والبقاع) اللذين كانا يضمان على الأكثر ما بين ألفين وثلاثة آلاف مسلح من بي كي كي. هذه المرة، يقدر العدد بعشرات الآلاف مزودين بأسلحة ومدرعات وأنظمة دفاع أمريكية.
كما أن حافظ الأسد كان وحيدًا، أكبر داعم له الاتحاد السوفياتي انهار، وانشغلت روسيا بهمومها.
الولايات المتحدة وقفت إلى جانب تركيا، وكان الأسد يخشى الوقوع بين فكي كماشة تركيا في الشمال وإسرائيل في الجنوب.
أما الآن فإن حزب الاتحاد الديمقراطي، فرع بي كي كي في سوريا، يعتمد على دعم الولايات المتحدة. الرد على الرسالة الحازمة من تركيا تجاه التهديد في شرق الفرات يأتي من وزارة الدفاع الأمريكية.
وصل المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري إلى تركيا واستمع إلى خطاب أنقرة الجاد والحازم، وبينما كان من المنتظر عودته إلى واشنطن لنقل الرسالة، إلا أنه اتجه إلى شمال سوريا وأجرى مباحثات مع قادة حزب الاتحاد الديمقراطي.
وبينما كانت إسرائيل تمثل تهديدًا لحافظ الأسد في كل لحظة، أصبحت الآن تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يسيطر على ثلث سوريا، "خط دفاع أول" في مواجهة التهديدات الإيرانية.
حسني مبارك رأى حزم وعزيمة تركيا فهز الأسد من أكتافه وأيقظه محذرًا إياه. أما الآن فإن بلدان الاتحاد الأوروبي التي يمكنها القيام بمهمة التحذير، لم تحرك ساكنًا..
***
والآن أنجزت تركيا بنفسها مهمة توجيه التحذير.
فقد قصفت مقاتلات إف-16 التركية قواعد بي كي كي، بعد الدخول إلى عمق 85 كم و140 كم داخل العراق.
ووجه أردوغان رسالة بأن تركيا ستفعل الشيء نفسه مع قوات بي كي كي المتمركزة في الأراضي السورية شرق الفرات، مؤكدًا عزم بلاده في هذا الخصوص.
نعيش أيامًا يجب أن نضع فيها اختلافات وجهات النظر والفوارق الأخرى جانبًا، ونكون على قلب رجل واحد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس