ترك برس
تساءلت تقرير إعلامية عما إذا كان الإعلان التركي عن عملية وشيكة ضد ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG) في منطقة شرق الفرات بالشمال السوري، قد جاء بعد توصل تركيا إلى صفقة مع روسيا.
وذكرت صحيفة "عربي21"، أنه منذ إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزم بلاده بدء عمل عسكري خلال الأيام القليلة المقبلة، ضد وحدات الحماية الكردية الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، أثارت أحاديث إعلامية عن وجود صفقة تركية روسية بشأن شرق الفرات العديد من التساؤلات حول حقيقة الأمر.
وحسب الصحيفة، تتلخص الصفقة التي تم تداولها إعلاميا بعملية عسكرية تركية في شرق الفرات، يرافقها عمل عسكري لقوات الأسد في الشمال السوري بقيادة روسيا.
الباحث في مركز "جسور للدراسات" عبد الوهاب عاصي، رأى أن إمكانية حصول الصفقة مقترن فقط بتقديم روسيا الدعم المشروط لتركيا، الذي يقضي بقبول أنقرة لطلب موسكو المتكرر بإعادة انتشار نقاط المراقبة وحدود التماس في الشمال السوري، بالتالي إعادة صياغة مذكرة خفض التصعيد وملحق سوتشي المرتبط.
لكن في المقابل، أكد عاصي أنه لا يوجد أي دليل أو مؤشر يقول إن روسيا اشترطت على تركيا تقديم دعم لمعركة شرق الفرات، أو حتى قبول تركيا بذلك، أو ما يدفعها للقبول بهذا الشرط.
واستبعد عاصي وجود اتفاق بالأصل بين الطرفين، مشيرا إلى ضرورة وجود موقف مشترك إزاء المعركة، بالإضافة للبحث في مدى جدوى الدعم الروسي بالنسبة لتركيا، من أجل تحقيق ما تهدف إليه من التحرك شرق الفرات.
وشدد على أنه بناء على ذلك "لا يُمكن القول إن هناك صفقة أو اتفاق بين الطرفين يخص شرق الفرات وإدلب".
من جهته، اعتبر المحلل السياسي السوري حسن النيفي، أنه بعد التصعيد الإعلامي حول نية تركيا القيام بحملة عسكرية شرقي الفرات تستهدف قوات الحماية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، بدأت تظهر تكهنات وتحليلات في بعض الأحيان، عن تفاهمات سرية بين روسيا وتركيا، تقضي هذه التفاهمات بموافقة روسية على الحملة التركية، بمقابل سماح تركيا لقوات النظام بالسيطرة على المناطق التي يتم استخلاصها من قوات "قسد".
وقال النيفي إنه من خلال المعطيات الراهنة، ليس هناك تفاهمات بين تركيا وروسيا قد وصلت إلى هذه المرحلة من التنسيق، لأن تركيا لا ترى أن سلطة الأسد ستكون مبعث أمن واستقرار لأي منطقة تسيطر عليها، كما أن تركيا، من جهة أخرى، لا يمكن أن تقيم تفاهمات على هذا المستوى مع نظام الأسد دون الوصول إلى تفاهمات شاملة تتضمن حلا شاملا للقضية السورية.
ورأى النيفي أن الحديث عن وجود مقايضة تركية روسية في شرق وشمال سوريا، ليست في التوقيت والزمان الصحيح، خاصة أنه لا يمكن التكهن بالحملة التركية المفترضة، من حيث حجمها وشموليتها، ولكن الأرجح أن تكون انتقائية ، وذات أهداف محددة، وذلك تحاشيا لصدام مباشر مع القوات الأمريكية.
وكانت وزارة الخارجية الروسية، قد امتنعت الخميس، عن إظهار موقفها صراحة من إعلان تركيا اعتزامها إطلاق عملية عسكرية ضد وحدات الحماية الكردية في شرقي الفرات.
واكتفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بالقول إن لدى تركيا مواقفها الخاصة، وهناك بعض المواقف المشتركة بين موسكو وأنقرة في سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!