مليح ألتنوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
قبل عامين حقق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القوز في الانتخابات بفضل وعده بإعادة الولايات المتحدة إلى الاهتمام بالداخل. وفي هذا الإطار أقدم على خطوة هامة باتخاذ قرار سحب قواته من سوريا.
في نهاية المطاف، ألقى ترامب "سياسيًّا" عن كاهله حمل المشروع السوري، الذي ورثه عن أوباما واضطر إلى حمله دون أن يجري حساب الربح والخسارة بخصوصه.
مما لا شك فيه أن قرار ترامب العسكري هذا سيكون له نتائج أكثر تأثيرًا من القرارات الراديكالية التي اتخذها على الصعيد الاقتصادي في سبيل تحقيق هدف العودة للاهتمام بالشؤون الداخلية.
كما أن هذا القرار يتمتع بالأهمية ليس بالنسبة للولايات المتحدة فحسب، بل لعدد من اللاعبين الإقليميين كروسيا وإسرائيل وإيران.
بقراره هذا يكون ترامب أجبر أنصار الوضع الراهن العالمي، الذين وصفهم في أول خطاب رئاسي له بـ "أوساط المصالح المحيطة بواشنطن"، على القيام بحملة أعنف.
لكن الأمر بالنسبة لترامب "أزمة تحت السيطرة". فقد حصل على دعم الشارع من خلال طرحه القضية على أرضية أخلاقية من قبيل "إعادة شبابانا إلى الوطن".
سنرى الآن مدى نجاح ترامب في إثارة قلق من يقودون الولايات المتحدة من خلال شبكة أموال سوداء وجريمة أنشأوها عن طريق ألف قاعدة عسكرية وعدد لا يحصى من البعثات الدبلوماسية منتشرة في 150 بلدًا.
أعتقد أن هناك تكتيكات هامة سيحصل عليها ترامب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أدار بمهارة المباراة في سوريا بدبلوماسية متزنة للغاية، وحصل على ما يريد.
فأردوغان نجح في كل مرة بالفوز على الوصايات التي أرسلتها الدولة العميقة في الولايات المتحدة إلى تركيا بأشكال مختلفة.
***
متى ستعود وحدات حماية الشعب إلى الماركسية؟
رفضت وحدات حماية الشعب ومعها بي كي كي فرصة الحل التي قدمتها تركيا، وهرولت وراء "جزرة" الدولة المستقلة الممدودة أمامها في سوريا، فعادت بخفي حنين اليوم.
لأنهم كانوا يعتقدون أن ترامب سيواصل تقديم الدعم لهم على غرار "الرفيق أوباما". حاليًّا هم في مرحلة العتب على أمريكا. فحسابات بي كي كي على تويتر تقول: "ليس للكردي إلا كردي".
ما أن تنتهي مرحلة التباكي هذه حتى يعودوا إلى اليسار من جديد، وسيضعون المطرقة والمنجل، في مكانهما بعد أن نزعوهما من شعاراتهم.
وبعد ذلك سيرسلون الشبان الأكراد الذين كانوا حتى وقت قريب يحملون على صدورهم العلم ألأمريكي ليقتلوا الأمريكان رفاق الأمس. وللعلم، هناك الكثير من الراغبين بهذه الخدمات الدموية في طليعتهم روسيا وإيران.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس