ترك برس
اعتبر المحلل السياسي والدبلوماسي الإيطالي السابق، ماركو كارنيلوس، أن تركيا تمكنت بنجاح من تحويل هزيمتها في الأزمة السورية إلى انتصار كبير بعد إعلان انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، وذلك بمنع إقامة حزام للميليشيات الكردية على الحدود مع تركيا.
وفي مقال تحت عنوان "كيف يمكن منع إحياء داعش في سوريا" نشره موقع ميدل إيست آي، كتب كارنيلوس أن الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا المكون من ألف جندي أمريكي، لم يكن باستطاعته الحد من المصالح المشتركة التركية والسورية والعراقية في وقف تطلعات الأكراد نحو الاستقلال.
ورأى كارنيلوس أن إمكانية أن يلحق ضرر بالقوات الأمريكية خلال الهجوم الذي تخطط له تركيا على وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، قد يكون السبب وراء مسارعة الرئيس ترامب باتخاذ قرار الانسحاب من سوريا.
ولفت كارنيلوس الذي شغل في السابق منصب مبعوث الحكومة الإيطالية للسلام في سوريا، وسفيرا في العراق، إلى أنه ليس من قبيل الصدفة أن تركيا أعلنت تأجيل الهجوم العسكري على وحدات الشعب، بعد قرار الولايات المتحدة مباشرة.
ووفقا للمحلل الإيطالي، فإن أبرز الخاسرين من الانسحاب الأمريكي من سوريا، هم الميليشيات الكردية، والليبراليون الأمريكيون الذين كانوا يدفعون باتجاه تقسيم سوريا بدعم قيام جيب كردي، وإسرائيل التي كانت مصدر إلهام خطة المحافظين الجدد للضغط على إيران في سوريا.
وفي المقابل فإن أكبر المستفيدين من قرار ترامب، وفقا لكارنيلوس، هي تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري.
وأوضح أن الانسحاب الأمريكي عزز طموحات روسيا في طرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، وتعزيزأمن الجبهة الجنوبية لروسيا. أما تركيا فنجحت في إبعاد هاجس إقامة جيب كردي على حدودها الجنوبية الغربية. أما نظام الأسد فقد يطمح على المدى المتوسط في استعادة السيادة على جميع الأراضي، إذا سمحت له تركيا. وأخيرا أوقفت إيران المجاولة الغربية لتحويل سوريا إلى نموذج أفغاني.
وخلص إلى أن الأشهر القادمة ستكون اختبارا حقيقيا للرابحين في سوريا، وسيكون التحدي الرئيس بالنسبة إليهم هو منع إحياء داعش وملء الفراغ الذي خلفه الانسحاب الأمريكي.
ولفت إلى أن المسؤولية تقع على كل من روسيا وإيران على وجه الخصوص، لضمان ألا يؤدي ملء هذا الفراغ إلى صدام بين تركيا وقوات النظام السوري.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!