مولود تيزيل – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
في الأيام الماضية، زارت الممثلة التركية "غمزة أوزجليك" مخيمًا للنازحين السوريين في إدلب، ونشرت الصور التي التقطتها هناك على حسابها في موقع إنستغرام.
قامت الدنيا ولم تقعد، تعرضت غمزة لهجمة شعواء على مواقع التواصل الاجتماعي. تحدث من هاجموا غمزة عن ارتدائها الحجاب.
وكان هناك تعليقات من قبيل "كانت في الماضي تلتقط الصور الفاضحة، أما الآن فهي تسعى لتلميع صورتها".
ما أسوأ هؤلاء الناس! مع أن العقلية نفسها كانت تكيل المديح وتطنب في الثناء على الممثلة الأمريكية أنجيلا جولي عقب زيارتها مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا.
لا شك في أن ما قامت به أنجلينا جولي بصفتها سفيرة نوايا حسنة للأمم المتحدة يستحق المديح.
لكن لماذا يعلنون أنجلينا ملاكًا، في حين تتعرض غمزة لهجمة كبيرة عندما تقوم بالأعمال ذاتها؟
الهجمة في مواقع التواصل الاجتماعي على غمزة تذكرنا بحادثة تُروى عن الشاعر نجيب فاضل قصاكوريك.
خلال محاضرة كان يلقيها نجيب فاضل، جاءه رجل وقال: "كنت في الماضي تشرب الخمر وتسكر وتلعب القمار، فعن ماذا تحدثنا الآن؟".
لم يغضب نجيب فاضل، وكوّر منديلًا كان في يده، ثم ألقاه في سلة المهملات.
وقال للرجل: "ماضيّ كوّرته كما هذا المنديل ورميته في المهملات بإسطنبول. أما من ينبش المهملات فهم القطط والكلاب".
غمزة كانت في وقت من الأوقات عارضة أزياء وممثلة، لكنها تعيش الآن طراز حياة مختلف. فما شأن أي كان بها؟
من لا يرون أنها صادقة في ارتدائها الحجاب وزيارتها للاجئين يشبهونها أيضًا بمن يستغلون الدين من أجل منافعهم الشخصية.
عاشت غمزة أوقاتًا عصيبة ودفعت أثمانًا باهظة فيما مضى، أما الآن فهي تعيش حياة بسيطة، وكرست نفسها من أجل حملات مساعدة للمحتاجين تتطلب جهودًا كبيرة.
بينما يطلق من يهاجمونها الأحكام عليها جزافًا وهم جالسون إلى لوحة المفاتيح، تقوم غمزة بإيصال المساعدات إلى مخيمات اللاجئين في الصومال وأراكان والعراق وسوريا عبر جميعة "الساعون إلى الأمل"، التي أسستها بنفسها.
عندما تقوم أنجلينا جولي بالعمل فهو رائع، أما عندما تنجزه غمزة فهو سيئ وتصنّع وسعي وراء مصالح شخصية!
لماذا؟ لأنها ارتدت الحجاب!
فيا من تقولون "لا تتدخلوا بطراز حياتنا"، أنتم تهاجمون غمزة التي كرست نفسها للاجئين، فقط لأنها اختارت ارتداء الحجاب.
لا بأس عليكِ يا غمزة، الملايين يعلمون صدقك. فواصلي طريقك الذي تؤمنين به..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس