ترك برس
قال جاسم السيد، مدير المكتب الإعلامي لمدينة "منبج" السورية وريفها، "إنَّ القوات التركية والجيش الوطني السوري، حشدوا أكثر من 8000 عنصر على جبهات منبج، من جهة نهر الساجور، وذلك من أجل المشاركة في المعركة المرتقبة".
وأضاف السيد، وفق شبكة "بلدي" الإعلامية، "أنَّ المنطقة تشهد حالة استنفار، من قبل الجيش الوطني السوري، دون معرفة وجهة المعركة المرتقبة، إلا أن تركيا ما زالت تستقدم تعزيزات تركية عسكرية ضخمة من معبر الراعي، إلى أطراف منطقة منبج".
يزامن ذلك مع وصول قائد عملية "غصن الزيتون" وقائد الجيش التركي الثاني الجنرال إسماعيل متين تمل، إلى الحدود السورية - التركية، في جولة تفقدية للمواقع العسكرية التابعة للجيش التركي.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن الجنرال تمل، زار ولاية شانلي أورفة وأجرى عمليات تفتيش على الوحدات العسكرية التابعة للجيش التركي، كما زار الحاكم عبد الله أرين في مكتبه.
وكان برفقة تمل، قائد الفيلق السابع، الجنرال سنان يايلا وقائد اللواء المدرع عشرين، الجنرال أوكتاي أيبوغا.
وتتباين آراء محللين وباحثين في الشأن التركي، بين مدى الاستفادة التركية من الإنسحاب الأمريكي من سوريا، وحجم أوراق القوة، في مقابل الطرفين الروسي والإيراني، الفاعلين في سوريا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن قبل أيام رسميا، سحب القوات الأمريكية من سوريا، بعد ساعات من حديث مسؤولين أمريكيين عن أن الولايات المتحدة، "تبحث سحبا كاملا لقواتها من سوريا".
المحلل السياسي السوري أحمد كامل، قال إننا سنشهد خلال الفترة المقبلة "تسابقا تركيا من جهة وروسيا إيرانيا ومن النظام من جهة أخرى، على الفراغ الذي ستتركه أمريكا خلفها شمال سوريا"، لكنه أكد "أن تفاهمات أنقرة مع واشنطن، ستمنحها الأفضلية لشغل تلك المنطقة".
وقال كامل لصحيفة "عربي21" الإلكترونية إن "تركيا ستحصل على أوراق قوة متعددة بسوريا بعد رحيل الأمريكان، أبرزها التخلص من كيانات إرهابية مرتبطة بمشروع كردي تركي انفصالي، وهو حزب العمال الكردستاني الذي يشكل تهديدا لأمنها، فضلا عن السيطرة على مساحات كبيرة جديدة، تضاف لمناطق المعارضة".
وأشار إلى أن "توسع رقعة المناطق التي تشرف عليها تركيا، وتسليمها للمعارضة والجيش الحر الذي أشرفت على تدريبه، سيمنحها قوة في أي مباحثات مقبلة للحل بسوريا، ويوفر مساحة كبيرة لشروطها على الطاولة بشأن المعارضة".
وأضاف كامل: "في حال سيطرة تركيا على المناطق التي ستغادرها أمريكا، وتنتزعها من يد الوحدات الانفصالية الكردية، فنحن نتحدث عن مساحة تقارب 13 ألف كيلومتر مربع تشمل كامل إدلب وأجزاء من حماة وحمص ونصف حلب، وجزءا من اللاذقية".
وأكد أن التنسيق الأمريكي التركي، يظهر أن الأخير في "موقع قوة" مشددا على أن "المعارضة السورية بالمقابل مع تخليص مناطقها من الفصائل الكردية الانفصالية والروس والإيرانيين، وتوسيع مساحة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام".
ولفت كامل إلى أن هناك 30 ألف مقاتل من الجيش الحر، الذي قامت تركيا بتدريبه وإعداده طيلة الفترة الماضية، وهذه التشكيلات بالتأكيدة نقطة قوة مشتركة لتركيا وللمعارضة السورية بالمجمل، في ظل اختلال موازين القوى ومشاركة دول عظمى في الملف السوري، وما لحق بالسوريين من مجازر وتشريد خلال السنوات الماضية.
من جانبه قال الباحث والمختص بالشأن التركي معين نعيم، إن الأمريكان "وبسبب حسابات دبلوماسية واقتصادية، فضلوا الانسحاب الآن لصالح حليف معقول في سوريا".
وأوضح نعيم أن الوحدات الانفصالية شمال سوريا، لم يكن بمقدورها "وضع حد للقوة التركية في الميدان بعد تدريب عشرات الآلاف من عناصر الجيش الحر، وتجهيزهم لتسلم تلك المناطق".
وأضاف: "الولايات المتحدة لا تريد الانسحاب بشكل سريع، بدون توافق يفتح الساحة لقوى وأطراف غير محسوبة النتائج، مثل داعش ومجموعات مسلحة لا يمكن ضبطها، وبالتالي كان الأفضل تسليم ذلك الملف لتركيا وما يوفره لها من أفضلية على الطاولة، أمام الروس والإيرانيين".
ورأى أن الحضور التركي "سيتعزز في الملف السوري، وسيكون لديها أوراق قوية بشأن المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، عبر قوات المعارضة التي دربتها وشاركت في عمليات سابقة، مثل درع الفرات وغصن الزيتون بمدينة عفرين".
وقال نعيم إن التوافقات الأمريكية التركية، "ستتعدى الملف السوري أمام الإيرانيين أيضا إلى شمال العراق، بعد حديث عن إنهاء غرفة العمليات المشتركة، مع فصائل تابعة لحزب العمال الكردستاني شمالي العراق".
وأشار إلى أن تركيا "ستملك ورقة قوة داخلية سورية ودولية بشأن المعارضة، عبر حمل مطالبها في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام والتي تنادي بوحدة الأراضي السورية، ولا تطلب الانفصال وهي مطالب مشروعة ومنطقية وقانونية ومقبولة دوليا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!