ترك برس
وصف المحلل السياسي البريطاني آدم غاري، الرد التركي على إعلان فرنسا الاحتفاظ بوجودها العسكري في سوريا رغم انسحاب واشنطن، بأنه صفعة لغطرسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يسعى لإلهاء الشعب الفرنسي عن تراجع شعبيته.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، وجه أمس تحذيرا لفرنسا من أنها لن تجني شيئا من إبقاء قواتها في سوريا لحماية المليشيات الكردية التابعة لحزب العمال الكردستاني الإرهابي.
وكتب غاري أن السجل الأخير للعسكرية الفرنسية يكشف بوضوح أنه لا يمكن للجيش الفرنسي أن يحقق الكثير دون دعم من شريكه الأمريكي الأكثر قوة، في حين تمتلك تركيا أيضًا جيشًا أكبر من الناحية الإقليمية وأكثر خبرة من فرنسا.
وأضاف غاري في مقال نشره موقع يوراسيا فيوتشر، أن إصرار باريس رغم ذلك على البقاء في سوريا يشكل علامة على الغطرسة وليس على استراتيجية عسكرية ذات بال أو مفيدة.
وأوضح أن الانسحاب الأمريكي من شمال شرق سوريا يتم بالتنسيق ما بين أنقرة وواشنطن، في حين لا يمثل وجود القوات الفرنسية في المنطقة أكثر من عقبة لا قيمة لها لعرقلة الانسحاب الأمريكي.
ورأى أنه لا يمكن عدم ربط رد الفعل الفرنسي المتعجرف بمحاولات إلهاء الفرنسيين عن التراجع الكبير في شعبية ماكرون الذي يسعى إلى صرف الأنظار عن الفوضى الداخلية المستمرة بالبقاء من جانب واحد في سوريا، وتحويل القضية إلى قضية وطنية تعيد له شعبيته.
وأردف بالقول إنه إذا أصر ماكرون على البقاء في سوريا دون تنسيق مع تركيا، فإنه سيضر بالمصالح الفرنسية أكثر من مصالح الآخرين.
وختم غاري مقاله بأن من الحكمة أن يتشاور ماكرون مع تركيا حول الوضع بدلاً من إشعال العلاقات مع عضو رئيسي في الناتو واللاعب الإقليمي الرئيسي. وإذا قرر التصرف بطريقة ناضجة، يمكن حينها أن يصبح جزءاً من الحل الإقليمي في سوريا بدلاً من الاستمرار في أن يكون جزءاً من المشكلة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!