ترك برس
قالت الأستاذة في أكاديمية باريس للعلوم السياسية، جانا جبور، إن تركيا ما تزال تملك ورقة رابحة في المفاوضات حول الانسحاب الأمريكي من سوريا، لأن الإدارة الأمريكية تحتاج بعد سحب القوات الأمريكية إلى شريك قوي على الأرض في سوريا لمحاربة تنظيم داعش.
واوضحت الباحثة الفرنسية في حديث لوكالة سبوتنيك، إن واشنطن إذا كانت جادة في إخراج قواتها من سوريا، فهذا لا يمكن أن يتحقق بدون الاتفاق مع تركيا، لأن واشنطن بحاجة إلى مساعدة تركيا لمواصلة القتال ضد داعش، ومن المستحيل على واشنطن تأمين المساعدة التركية دون أن تقدم تنازلاً لأنقرة بمنحها الضوء الأخضر لشن عملية عسكرية ضد الميليشيات الكردية.
وقالت جبور إن مشكلة الانسحاب الأمريكي تكمن في أن الإدارة الأمريكية منقسمة إلى حد كبير حول ما يجب فعله في سوريا، حيث يريد الرئيس ترامب بالفعل الانسحاب من الشرق الأوسط، وترك حل أزمات الشرق الأوسط، ولا سيما الأزمة السورية، إلى روسيا وتركيا، في حين أن وزارتي الدفاع والخارجية لديها تفضيلات أخرى.
ورأت جبور أن إيجاد حل وسط بين أنقرة وواشنطن أمر صعب للغاية لسببين. أولا، لأن هناك خلافات كبيرة بين الجانبين ترجع إلى أن الجماعات التي يعدها الأتراك أعداء هي في الواقع حلفاء وأفضل أصدقاء الولايات المتحدة. ومن غير المحتمل إلى حد بعيد أن تتخلى الولايات المتحدة عن الأكراد لإرضاء أنقرة.
أما السبب الثاني الذي يجعل التوصل إلى حل توفيقي صعب للغاية هو أن أحد الأطراف، وبالتحديد الولايات المتحدة، ليس لديه موقف واضح، لأن الإدارة الأمريكية نفسها منقسمة بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون.
وتساءلت جبور كيف يمكن التوصل إلى حل وسط والتفاوض في وقت لم يحدد فيه أحد الشركاء التفاوضيين موقفه بعد.
ورجحت الباحثة الفرنسية عدم التوصل إلى حل وسط، وأن تشن أنقرة هجوما عسكريا ضد المييشيات الكردية دون موافقة الولايات المتحدة، لافتة في هذا الصدد إلى ما أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمتحدث باسمه، إبراهيم كالن، من أن تركيا ستقوم بعملية عسكرية ضد الميليشيات الكردية بدون إذن من واشنطن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!