ترك برس
قالت صحيفة جيروزاليم بوست إن احتمال قيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن عملية عسكرية ضد الميليشيات الكردية في شمال شرق سوريا تثير قلق إسرائيل التي كانت تعارض بشدة تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها من الأكراد ومنطقة سيطرتهم.
وأوضحت أن العملية العسكرية التركية كانت وما تزال مدعاة لقلق إسرائيل، لأن الميليشيات الشيعية العراقية المؤيدة لإيران منتشرة بالقرب من الحدود المتاخمة للمنطقة التي يسيطر عليها تنظيم "ي ب ك". وفي حالة حدوث توغل تركي من الشمال، فمن المرجح أن يغادر مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية الجزء الجنوبي من منطقة سيطرتهم لمحاولة وقف القوات التركية. وقد يترك هذا الطريق مفتوحاً أمام تحرك الميليشيات الشيعية إلى محافظة دير الزور الغنية بالنفط.
ووفقا للصحيفة، فإن التحرك البديل هو أن تضغط قوات النظام السوري إلى جانب المليشيات المرتبطة بإيران باتجاه نفس المنطقة من غرب نهر الفرات. وفي كلتا الحالتين، ستكون النتيجة توسيعًا كبيرا للممر البري الإيراني وحرية الحركة لإيران وحلفائها في المنطقة.
وأردفت أن انسحاب الولايات المتحدة من قاعدتها في التنف التي تقع في المنطقة المجاورة للطريق السريع بين بغداد ودمشق. سيترك الطريق مفتوحا من معبر البو كمال الحدودي بين العراق وسوريا إلى محافظة القنيطرة المتاخمة لمرتفعات الجولان.
لكن الصحيفة الإسرائيلية عادت وأشارت إلى أن العملية العسكرية التركية واسعة النطاق فى شمال شرق سورية ما تزال تواجه عقبات كبيرة، وصارت احتمالات القيام بها أقل مما كانت عليه قبل ثلاثة أسابيع لعدة أسباب:
أول هذه الأسباب وأهمها أن الانسحاب الأمريكي الذي سيسمح لتركيا بشن عمل عسكري كبير، يبدو أقل وضوحاً في الوقت الحالي، وأن هناك بعض اللبس في مسالة الانسحاب الأمريكي، حيث يقول المسؤولون الأمريكيون تصريحات متضاربة.
وأضافت أن الجدول الزمني للانسحاب الأمريكي والطبيعة الدقيقة للنوايا الأمريكية ما يزال يمثل لغزا بالنسبة للأصدقاء والأعداء على حد سواء.
وثمة مجال آخر للقلق التركي يتعلق بالموقف الروسي. وإذا كانت موسكو اختارت السماح بالتوغل التركي في عفرين في كانون الثاني/ يناير 2018، في إطار محاولاتها إبعاد تركيا عن تحالفها الغربي التقليدي، لكن يبدو أن تصريحات المسؤولين الروس هذا الأسبوع تشير إلى أن روسيا تفضل أن تعود المناطق التي يسيطر عليها الأكراد جاليا إلى سيطرة النظام السوري.
واستبعدت الصحيفة أن يقبل الأكراد بشروط النظام استئناف سيطرته الكاملة على شرق نهر الفرات ما دام الموقف الأمريكي غامضاً، والانسحاب الأمريكي لا يبدو وشيكاً. بيد أنه من المرجح أن يقبلوا بشروط النظام إذا بدأ الأمريكيون الانسحاب. ولكن الوضع لم يصل إلى هذه النقطة بعد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!