ترك برس
علق المحلل السياسي التركي، سيركان دميرتاش، على تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتدمير الاقتصاد التركي، ثم تراجعه بعدها وإعلان رغبته في تعزيز التعاون الاقتصادي مع تركيا، بأن القيادة التركية اعتادت التعامل مع أسلوب ترامب غير الدبلوماسي وغير المحترم، وأصبح لديها خبرة أفضل في التعامل معه في ضوء الأزمات السابقة.
وقال دميرتاش في مقال بصحيفة حرييت، إن ترامب هو ثالث رئيس أمريكي يعمل مع الرئيس أردوغان منذ توليه السلطة عام 2002، حيث عمل مع جورش بوش ثم باراك أوباما وأخيرا ترامب. وشهدت علاقاته مع الزعماء الثلاثة صعودا وهبوطا بسبب المصالح المتعارضة للشريكين.
واستعرض المحلل التركي في مقاله بداية الصدام الأمريكي التركي في عهد بوش الابن عندما رفض البرلمان التركي السماح للولايات المتحدة باستخدام الأراضي التركية في غز العراق في أوائل عام 2003.
واضاف أن فترة ولاية أوباما الثانية شهدت تغيرًا جذريًا في علاقاته مع أردوغان لثلاثة أسباب: الأول قرار أوباما بعدم مهاجمة النظام السوري في منتصف عام 2013، على الرغم من ثبوت أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية ضد جماعات المعارضة. وهو ما سمح لإيران وروسيا بالتدخل في سوريا.
السبب الثاني هو قرار أوباما بالتعاون مع وحدات حماية الشعب في القتال ضد داعش في سوريا. ولهذا السبب ما يزال أردوغان يلوم الرئيس السابق على مجرى التطورات في هذا البلد. أما السبب الثالث فهو ردود أفعال إدارة أوباما على تعامل الحكومة التركية مع احتجاجات غيزي بارك في أواسط عام 2013.
وأشار دميرتاش إلى أن هذه الأسباب دفعت أنقرة إلى الترحيب بانتخاب ترامب رئيسا، وتوقعت أن يقوم رجل الأعمال الذي صار سياسيا بإيجاد حل عملي لجميع القضايا المعلقة بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بتسليم فتح الله غولن وسوريا.
ولكن سرعان ما أدركت أنقرة أن هذه التوقعات كانت نتيجة تحليل خاطئ، حيث واصل ترامب سياسة أوباما في دعم الميليشيات الكردية، كما فرض عقوبات اقتصادية على تركيا بسبب سجن القس أندرو برونسون في منتصف عام 2018، موجها ضربة قوية للعلاقات الثنائية.
ورأى دميرتاش أن آخر تغريدة لترامب والتي هدد فيها تركيا بتدمير اقتصادها إذا ما أقدمت قواتها على مهاجمة الأكراد قد تم تقييمها من قبل أنقرة في ضوء الدروس المستفادة من الأزمات السابقة، وما أصبحت تعرفه من سلوك ترامب غير الدبلوماسي وغير المتوقع وغير الأخلاقي، ولذلك يبدو أن القيادة التركية أصبح لديها خبرة أفضل في التعامل معه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!