ترك برس - الأناضول
كشفت مجموعة "دامسكو" التجارية السورية، أن المنطقة الآمنة التي تعتزم تركيا إنشاءها شمال سوريا، هي بوابة تشرّع الطرق أمامهم لتنفيذ مشاريع تنموية تساهم في عودة السوريين إلى أراضيهم.
وأعرب رئيس مجلس إدارة المجموعة مهند فايز المصري للأناضول في إسطنبول، عن ترحيبه الكبير بالمنطقة الآمنة التي كشف عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام في شمال سوريا، واعتبرها "بوابة لتنفيذ مشاريع تنموية تحقق للمواطنين اكتفاءهم الذاتي".
المجموعة التي تتخذ من مدينتي دبي وإسطنبول مركزين رئيسين لها، أجرت جولة إنسانية في الأيام الماضية على مخيمات السوريين في المناطق الحدودية في تركيا والداخل السوري.
** المنطقة الآمنة **
المصري ذهب إلى أن "سوريا أمام مرحلة جديدة ومنعطف هام، تختلف عن السنوات الثماني الماضية من الحرب، تستوجب على السوريين كافة التشمير عن سواعدهم، والبدء ببناء البلاد من جديد، وعلى رأسهم رجال الأعمال".
ولفت إلى أن "مجموعتهم ستكون السباقة في تنفيذ العديد من الخطط والمشاريع الرائدة في الداخل، والتي من شأنها خلق آلاف فرص العمل، وتشجيع عودة السوريين، والحد من الاعتماد على المساعدات الخارجية".
وشدد على "أهمية ضمان تحقيق الأمن والاستقرار في الأراضي السورية من أجل الشروع في تنفيذ المشاريع، وبين أنها مسؤولية تقع على عاتق كافة الأطراف".
كما أكد في هذا السياق أن "المنطقة الآمنة خطوة إيجابية لتحقيق الأمن والاستقرار في كافة ربوع سوريا".
وكان الرئيس أردوغان قد أفاد الثلاثاء الماضي في كلمة له بأنقرة، أن "تركيا ستعمل على إنشاء منطقة آمنة على طول حدودها مع سوريا بعمق 20 ميلا (32 كيلومترا)".
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد أعلن الاثنين الماضي أن بلاده تنوي إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري بعمق 20 ميلا.
وكانت فكرة المنطقة الآمنة قد طرحت أول مرة من قبل تركيا، خلال الزيارة التي قام بها الرئيس أردوغان إلى واشنطن في مايو / أيار 2013.
وتهدف المنطقة الآمنة إلى حماية المدنيين الفارين من النزاع في سوريا.
** المشاريع المستقبلية للمجموعة **
المصري الذي دعا أبناء بلده للاستعداد من أجل العودة إلى سوريا، وبنائها بسواعدهم من جديد، مشددا على أن يكون "نظراؤه من رجال الأعمال في طليعة هذا الركب، في حال تحقيق الاستقرار المستدام في سوريا، لا سيما بعد إعلان إنشاء المنطقة الآمنة".
وفي إطار رده على سؤال حول المشاريع التي تنوي مجموعة "دامسكو" تنفيذها في سوريا، أكد أهمية أن "تتركز هذه المشاريع في بادئ الأمر على الإنسان السوري، وتطوير الموارد البشرية، من أجل إعداد أكبر عدد من الشباب والشابات السوريين القادرين على دخول سوق العمل".
وأضاف "على الأرض بدأنا بدعم مراكز التأهيل والتدريب في مخيمات اللاجئين، والمناطق القريبة من الحدود (التركية السورية)، على أن تتبلور الخطوت التالية بشكل أكبر في شمال سوريا".
ولفت إلى "وجود مراكز تأهيل مهني تتبع للمجموعة في داخل وخارج سوريا، والهدف من خلالها تدريب السوريين ودمجهم في سوق العمل، وإزاحة قدر كبير من الأعباء الملقاة على كاهلهم".
وأرجع أسباب ذلك إلى "المعاناة من نقص كبير في الأيدي العاملة الخبيرة، ومن أجل سد هذه الفجوة، قمنا بتأسيس منبر على الإنترنت من أجل قبول طلبات الالتحاق بالدورات المهنية بشكل مجاني".
وركز المصري في حديثه على "أهمية دعم المشاريع الزراعية، نظرا لطبيعة الأراضي السورية الخصبة، وللحد من الاعتماد على المساعدات الغذائية القادمة من الخارج".
** دعم المشاريع الصغيرة **
رجل الأعمال السوري اعتبر أن "المشاريع المهنية الصغيرة، والورش المنزلية، جزء من ثقافة الشعب السوري، تربى عليها منذ عقود، وينبغي لنا ترسيخ هذه الثقافة وتشجيعها، وضمان عدم انسلاخها من أذهان السوريين".
وأردف "نعلم أن الحاجة إلى تطوير القطاع العقاري في سوريا كبيرة جدا، ولكن ينبغي ألا ينصب جل الدعم على هذا القطاع، لأنه سيؤدي إلى خلق حالة من عدم التوازن، وسيكون لها أثر سلبي على تحقيق السلام المستدام".
كما بين أن "توفر السيولة المالية لإعادة الإعمار لا يكفي دون وجود الكفاءات المهنية، موضحا وجود فجوة كبيرة خلقتها الحرب، في حجم الموارد البشرية التي غادرت سوريا".
** الدور التركي إيجابي للسوريين **
وأثنى رجل الأعمال السوري على الدور التركي "في استقبال السوريين وإيوائهم على أراضيها"، معربا عن "شكره العميق لتركيا حكومة وشعبا لتعاملهم الإنساني مع السوريين".
وزاد "من خلال جولتنا على مراكز إيواء السوريين بالقرب من الحدود، لمسنا مدى الاهتمام الذي أولته تركيا للسوريين"، واصفا دور الهلال الأحمر التركي بـ "الجبار" في مساعدة السوريين في الداخل.
وختم المصري بقوله "لمست رغبة كبيرة موجودة لدى السوريين في العودة إلى بلادهم"، معتبرا هذه الرغبة "بمثابة "طاقة إيجابية وحافز له كرجل أعمال، لبدء مرحلة جديدة في البلاد".
وتأسست المجموعة في دمشق عام 2004، ولها نشاطات تجارية، وانتقلت إلى الإمارات عام 2011، وافتتحت مقرا لها في تركيا عام 2017، لتقوم بمشاريع إغاثية عديدة في تركيا تستهدف مخيمات السوريين، فضلا عن مشاريع إغاثية في الداخل السوري، بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!