ترك برس
ذكر خبراء أتراك أن موسكو قدمت مقترحاً لأنقرة حول وضع قوة شرطة روسية قوامها عناصر مسلمة، على طول الحدود التركية السورية، لتوفير الحماية للحدود عقب الانسحاب الأمريكي من شمالي سوريا.
المقترح الروسي هذا جاء عقب قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب قوات بلاده من سوريا.
وقال البروفسور صالح يلماز، عضو الهيئة التدريسية في جامعة يلدريم بيازيد ورئيس معهد الأبحاث الروسية، إن مباحثات روسيا مع تركيا، تتركز على تسليم مناطق سيطرة تنظيم "بي كي كي/ب ي د" لنظام الأسد ضمن إطار وحدة الأراضي السورية، وتسليم التنظيم الإرهابي أسلحته، وخروج الأكراد الأجانب الذين في صفوف التنظيم، من الأراضي السورية، إضافة إلى حماية الحدود التركية من قبل قوة شرطة روسية.
وأضاف الأكاديمي التركي، في مقابلة مع الأناضول، أن المقترح الروسي ينص على أن تتكون هذه القوة من عناصر مسلمة شيشانية وداغستانية، تتركز على طول الحدود مع تركيا.
وأردف: "فكرة وضع قوة شرطة مسلمة على طول الحدود التركية السورية، أمر لا يمكن قبوله من قبل أنقرة. لأن تركيا لا تفكر في ترك حماية حدودها لدولة أخرى أو لنظام الأسد. لأنها تعلمت الدرس من قبل في عفرين".
واستطرد: "تقديم روسيا التي لا تملك حدودًا في المنطقة، ضمانات لتركيا بحماية حدود الأخيرة من قبل قوة الشرطة المسلمة/الروسية، أو من قبل نظام الأسد، أشبه باقتراح قوة تركية على الحدود الروسية عند مدينة دونباس الأوكرانية. ناهيك عن أن تسليم تركيا المنطقة بنفسها إلى نظام الأسد، يعني إلقاء أنقرة بجميع سياساتها التي اتبعتها حتى اليوم، في الزبالة، وتراجعها عن أفكارها في هذا الخصوص".
وأوضح "يلماز" أن تركيا تنظر إلى المقترحات الروسية حول "بي كي كي/ب ي د" على أنها بادرة حسن نية من قبل موسكو، مؤكدة على رفضها هذه المقترحات، كونها لا تريد ترك ورقة "بي كي كي/ب ي د" لمبادرات قوى خارجية.
وبحسب الخبير التركي، فإنه رغم وجود بعض نقاط الخلاف بين أنقرة وموسكو حول بعض المواضيع المتعلقة بسوريا، إلا أنهما يتجنبان اتباع سياسات تحرج الطرف الآخر.
وذكر أن روسيا لا تنظر بإيجابية إلى سيطرة تركيا على المنطقة عقب الانسحاب الأمريكي منها، وإلى زيادة فاعلية أنقرة في الشمال السوري، لأن ذلك يتعارض مع سياساتها.
وتابع قائلاً: "إلا أنه في حال تم تخيير روسيا بين الولايات المتحدة وتركيا، لا شك أنها تفضّل الأخيرة. لأن المناطق التي يسيطر عليها بي كي كي/ب ي د حالياً في سوريا، تعد غنية بمصادر الطاقة".
وشدد الخبير التركي أن سياسات أنقرة فيما يخص شرقي نهر الفرات في شمالي سوريا، واضحة ومعلنة.
هذا وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤخراً أن بلاده تنوي إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري بعمق 20 ميلا.
وكانت فكرة المنطقة الآمنة قد طرحت لأول مرة من قبل تركيا خلال الزيارة التي قام بها الرئيس أردوغان إلى واشنطن في مايو / أيار 2013. وتهدف المنطقة الآمنة إلى حماية المدنيين الفارين من النزاع في سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!