تقرير ترك برس - وكالات
وصلت المفاوضات بين الحكومة التركية وحزب الشعوب الديمقراطي (HDP) حول عملية الحل إلى مرحلة حرجة، واكتسبت زخماً إعلامياً في الفترة الأخيرة.
أسفر اجتماع استمر يومين متتاليين بداية هذا الأسبوع، وجمع نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين أكدوغان ووفداً من حزب الشعوب الديمقراطي ضمّ النائبة بروين بولدان والنائب من إسطنبول سِرّي سُريّا أوندر، عن كتابة مستوّدة لـ”تصريح مشترك” كما كان زعيم تنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK) عبد الله أوجلان قد اشترط في وقت سابق لإعلان وقف لإطلاق النار. ولتجنّب أي إشكال من طرف حزب العمال الكردستاني، أرسل حزب الشعوب الديمقراطي رسالة نصيّة إلى مقرّات PKK في العراق.
ونقلت مصادر أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قطع رحلته إلى أمريكا اللاتينية قبل يوم من الموعد المحدد لرؤية الرسالة النصيّة قبل إعلانها.
وقالت المصادر إنّ الرئيس التركي الذي تابع تطورات عملية السلام الداخلي عن قُرب منذ توليه منصبه كرئيس للجمهورية في آب/ أغسطس الماضي، لا زال يتابع عن قرب المراسلات بين الحكومة التركية وحزب الشعوب الديمقراطي.
في هذه الأثناء تتواصل المفاوضات المكّوكية غير المسبوقة في تحقيق تقدّم بشأن عملية السلام الداخلي، والتي تهدف إلى إنهاء ثلاثة عقود من الصراع بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، وسط تفاؤل من قبل الحكومة.
“ننتظر أنباء جيدة في الأيام القادمة"
صرّح الناطق الرسمي باسم حزب العدالة والتنمية بشير أطالاي في 13 شباط/ فبراير قائلاً: “إنّ تصريحات هامة ستصدر خلال الأيام القادمة”، وذلك تعقيباً على سؤال لمذيع قناة “أن تي في” عن صعوبة إقناع قيادة حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل.
أضاف أطالاي: “ندرك تماماً أنّ اللقاءات تسير بشكل جيد وهناك أنباء جيدة. إن شاء الله سيتم إحداث تقدّم ملحوظ وهذا سيساهم بشكل جيد في الانتخابات (البرلمانية التي ستجري في 7 حزيران/ يونيو المقبل). بعد التخلي عن العنف وإلقاء السلاح، يمكن حينها للحكومة التي ستستلم السلطة أن تتولى الأمور بشكل أفضل”.
نقلت صحيفة حرييت أنّ أكثر من خمس لقاءات عقدت خلال الأيام الثلاثة الماضية بين جزيرة إمرالي وأنقرة وجبال قنديل. وإمرالي هي كناية عن أوجلان، الذي يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة في سجن جزيرة إمرالي ببحر مرمرة.
مثّل جانب الحكومة في هذه الاجتماعات نائب رئيس الوزراء أكدوغان ووزير الداخلية إفكان آلا، في حين مثّل حزب العدالة والتنمية نائب رئيس كتلة الحزب في البرلمان ماهر أونال، في حين مثّل حزب الشعوب الديمقراطي النائب في البرلمان إدريس بالوكين، إضافة إلى بولدان وأوندر.
ركّزت هذه الاجتماعات على الاتفاق على نصّ مشترك يمكن أن يوفر إطاراً لعملية الحل وإعلان مشترك لذلك النّص من قبل ممثلي الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي.
وتمّ التوصل خلال اللقاءات إلى توافق عام على نص يتضمن 10 مطالبات من أوجلان وحزب الشعوب الديمقراطي تتعلّق بـ“جمهورية ديمقراطية”.
وفقاً للنص المذكور، فقد تمّ تحديد تاريخ 15 شباط/ فبراير (اليوم) كتاريخ للقاء يتمّ خلاله إصدار البيان المشترك. وبتحديد هذا التاريخ، تهدف الأحزاب كذلك لخلق بيئة إيجابية بدلاً من احتمال خروج مظاهرات في ذكرى اعتقال أوجلان في كينيا بعملية مشتركة من جهاز الاستخبارات التركي (MİT) ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في 15 شباط/ فبراير 1999.
على الرغم من ذلك فقد تعرقلت الخطة هذه بعد طلب اتحاد المجتمعات الكردية (KCK) استعراض نسخة من النصّ. لذلك ذهب وفد من حزب الشعوب الديمقراطي مكون من بولدان وبالوكين، والرئيس الثاني لمجلس المجتمع الديمقراطي (DTK) خطيب دجله، والناشطة في حقوق المرأة و الكاتبة جيلان باغريانيك، إلى جبال قنديل في 13 شباط/ فبراير. وبناء على موافقة قيادات اتحاد المجتمعات الكردية، سيلتقي وفد من الحكومة التركية بقيادة مسؤولين من الأجهزة الأمنية بوفد من حزب الشعوب الديمقراطي في اجتماع مع أوجلان.
إعلان الحل في عيد النّوروز
إذا تمّت الموافقة من قبل أردوغان وجبل قنديل على النّص، سيتم إعلان تصريح مشترك من قبل نائب رئيس حزب الشعوب الديمقراطي في مؤتمر صحفي يحضره مسؤولون من الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية.
وسيتضّمن النصّ منظور الحكومة للحل، ونزع سلاح حزب العمال الكردستاني، ورؤية أوجلان لـ”جمهورية ديمقراطية ودستور جديد”. وبعد ذلك سيصدر أوجلان دعوة لحزب العمال الكردستاني لـ”وقف إطلاق نار معزّز” ستتمّ قراءتُها في مدينة دياربكر بعيد النوروز في 21 آذار/ مارس، العيد الكردي الذي يمثّل بداية أيام الربيع.
وستعني هذه الدعوة أنّ حزب العمال الكردستاني لن يقوم بشنّ أي نشاط مسلّح وسيلقي السلاح خلال عملية الحل. وتريد كل من الحكومة وعبد الله أوجلان أن يبدأ الوقف المعزّز لإطلاق النار وانسحاب أعضاء حزب العمال الكردستاني أن يبدأ قبل انتخابات 7 حزيران/ يونيو.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!