ترك برس
يخطط المقاولون الأتراك، الذين اجتازوا مرحلة مثمرة عام 2018 على الرغم من المخاطر الجيوسياسية والتوترات التجارية، للوصول إلى 350 مليار دولار في مشاريعهم التعاقدية الخارجية في السنوات العشر القادمة، في حين تُتابع العديد من الدول الأوروبية عن كثب نجاح المقاولين الأتراك الذين قاموا بمشاريع خارجية مختلفة في 123 دولة.
وفقًا لبيانات جمعية المقاولين التركية (TMB)، فإن الهدف الجديد للمقاولين الأتراك الذين نفذوا تسعة آلاف وستمئة مشروع بقيمة تقريببة 380 مليار دولار في 123 دولة في الخارج منذ باكورة أعمالهم في الخارج في ليبيا في عام 1972 هو أن يحققوا عشرة آلاف مشروع مع عشرة آلاف عامل تركي، وفقًا لتقرير في صحيفة صباح التركية.
وقد أكد رئيس مجلس إدارة شركة "إم تي بي" مدحت ينيغون أن الشركات التركية تُراقب الأسواق المحتملة عن كثب مثل جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، والهند، ومنطقة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وأمريكا اللاتينية لفترة، وأن العديد من الدول الأوروبية تتقدم بمقترحات تعاونية للحصول على حصة من نجاح المقاولين الأتراك في أفريقيا.
وقد وصل المقاولون في مشاريع عملاقة في الخارج إلى 250 مليار دولار في مشاريع خارجية في العقد الأخير.
وبلغت قيمة المشاريع الخارجية التي نفذتها شركات المقاولات التركية 19.4 مليار دولار العام الماضي، أي بزيادة قدرها 28.2 في المئة على أساس سنوي. وفي عام 2018 نفذت شركات المقاولات التركية 261 مشروعًا في الخارج، وشكّلت منطقة أوراسيا 46 في المئة من حجم الأعمال في العام نفسه، تليها منطقة الشرق الأوسط بنسبة 26 في المئة، ثم أفريقيا بنسبة 18 في المئة، وأوروبا بنسبة 6 في المئة، وجنوب آسيا والشرق الأقصى بنسبة 3.2 في المئة، والدول الأمريكية بنسبة 0.6 في المئة، في حين كانت أفضل الأسواق التي فضلها القطاع العام الماضي هي روسيا بمبلغ 3.9 مليار دولار، والمملكة العربية السعودية بمبلغ 3 مليارات دولار وقطر بملياري دولار.
ومع ملاحظة أن حجم سوق المقاولات الدولي من المتوقع أن يرتفع من نحو 500 مليار دولار إلى 750 مليار دولار في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين، أشار ينيغون إلى أن القيمة السنوية للمشاريع التي تولتها الشركات التركية في الخارج ارتفع إلى 30 مليار دولار في الفترة ما بين العامين 2012-2015.
وأضاف ينيغون: "في الفترة 2016-2017، انخفض هذا الرقم إلى 14 مليار دولار بسبب المشاكل الجيوسياسية، وتراجع أسعار النفط والأزمة مع روسيا. وعلى الرغم من كل التحديات، يسعدنا الوصول إلى حجم أعمال يبلغ 19.4 مليار دولار"، وأضاف أن المقاولين الأتراك يعملون على إنشاء علامة تجارية "للمقاولات التركية" كرائد في منطقتها تحت قيادة "اتحاد المقاولين الأتراك" (TMB) بحلول عام 2023.
كما أشار إلى أن المقاولين الأتراك يسعون للوصول إلى مشاريع خارجية سنوية بقيمة 35 مليار دولار، وأن هدفهم في الثلاثينيات من هذا القرن هو زيادة الحصة التي يتلقونها من السوق الدولية إلى 7 في المئة من حجم السوق الإجمالي، أي 50 مليار دولار سنويًّا.
وفي الوقت نفسه، تم اختيار تركيا في المرتبة الثانية بعد الصين في عدد المقاولين الموجودين بقائمة أفضل 250 شركة عالمية للمقاولين لعام 2017، والتي أعدها سجل أخبار الهندسة (ENR). وتعد ENR، وهي مجلة دولية لصناعة البناء، قائمة على أساس دخل الشركات من خلال الأنشطة الخارجية. وقد تمّت تسمية 46 شركة تركية في قائمة 2017.
وفي حين بلغت حصة الشركات التركية من السوق الدولية 3.8 في المئة في عام 2013، فقد وصلت إلى 4.3 في المئة و4.6 في المئة و5.5 في المئة في الأعوام 2014 و2015 و2016 على التوالي، و4.8 في المئة في عام 2017.
علاوة على ذلك، قال ينيغون في كلمته إن إجمالي حجم المشاريع غير المنجزة للشركات التركية يصل إلى 19 مليار دولار، في حين أن المبالغ المستحقة غير المجمعة تبلغ مليار دولار، بينما يبلغ المبلغ الإضافي 1.7 مليار دولار، كما توجد خسائر أخرى تقدر بنحو 1.3 مليار دولار.
يقول ينيغون: "في الآونة الأخيرة، تتمُّ دعوة بعض شركاتنا لتنفيذ مشاريع جديدة"، مشيرًا إلى أنه تم تأسيس لجنة مشتركة بين تركيا وليبيا، وفي الأيام القادمة، سيقوم وفد وزاري ليبي بزيارة تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!