نديم شنر – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
وجه زعيم حزب الحركة القومية دولت باهجلي انتقادات لتدخل الولايات المتحدة في فنزويلا، وأدلى بتصريح دعم من خلاله مادورو.
خلال إدلائه بالتصريح استخدم باهجلي عبارة ملفتة: "سأقول جملة تضعونها عنوانًا. إذا أبلغت الولايات المتحدة معارضي مادورو في فنزويلا أنها تعترف بهم، وأبدت تركيا ودول الجوار وأوروبا قبولها بذلك، ماذا سنفعل إذا قالت واشنطن غدًا لكمال قلجدار أوغلو إنها تعترف به في تركيا؟".
انقلاب عبر الهاتف
هناك سبب دعا دولت باهجلي للإدلاء بهذا التصريح. بحسب خبر أوردته صحيفة وول ستريت جورنال فإن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس اتصل يوم 23 كانون الثاني/ يناير بخوان غوايدو رئيس البرلمان الفنزويلي.
وطلب بنس في الاتصال من غوايدو إعلان نفسه رئيسًا متعهدًا بأن الولايات المتحدة سوف تدعمه وتعترف به رسميًّا. وفي اليوم التالي أعلن غوايدو نفسه رئيسًا مؤقتًا للبلاد.
في 2002 كانت الولايات المتحدة وراء انقلاب استمر يومين في فنزويلا، وتم خلاله اعتقال الرئيس آنذاك هوغو تشافيز عدة أيام. أما اليوم فتنفذ الولايات المتحدة الانقلاب "عبر الهاتف".
تعين واشنطن "رئيس دولة موازٍ" في البلد الذي تريد عبر اتصال هاتفي. وتقف إلى جانبها الدول العميلة في أمريكا اللاتينية وأوروبا التي تتبجح عند الحديث عن "الديمقراطية".
الاتصال بزعيم يميني
لكن هل تفعل الولايات المتحدة ما قاله دولت باهجلي، وتتصل ذات يوم بقلجدار أوغلو على سبيل المثال، قائلة: "أنا أعترف بك وليس بأردوغان"؟
برأيي أخطأ دولت باهجلي في هذا المثال الذي ضربه. لا أقول إن الولايات المتحدة لا تفعل ذلك، لكن الخطأ هو اسم قلجدار أوغلو. إذا قالت الولايات المتحدة ذات يوم: "أنا أعترف بك وليس بأردوغان" فإن الرجل لن يكون قلجدار وإنما زعيم سياسي يميني.
احتمال ورود مثل هذا الاتصال من أمريكا إلى قلجدار أوغلو معدوم. إذا كانت واشنطن تريد السيطرة على بلد 70 في المئة من سكانه محافظون وذوو ميول سياسية يمينية فإنها ستبحث عن زعيم سياسي يميني تعترف به.
لا تأثير لقلجدار أوغلو حتى على الحاضنة الديمقراطية اليسارية، ناهيك عن الحاضنة اليمينية. لذلك كان على باهجلي أن يذكر اسم زعيم سياسي من الجناح اليميني، وليس قلجدار أوغلو.
برأيي لا يهم إن كان زعيمًا سابقًا أم حاليًّا، الأنسب أن يكون يمينيًّا. برأيكم إن حدث ذلك، بمن بمكن تتصل الولايات المتحدة؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس