ترك برس
ناقشت تقارير إعلامية تصريحات وزارة الخارجية الروسية بأن العملية العسكرية المحتملة في محافظة "إدلب" السورية ستكون "إذا تمت" منظمة ودقيقة، وأن إدلب هي آخر منطقة عاملة بين مناطق خفض التصعيد الأربع التي تم إنشاؤها في عام 2017.
وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن موسكو ترغب في أن تبذل تركيا "مزيدا من الجهد" لمواجهة "المتطرفين" في محافظة إدلب، وفاء لتعهدات قطعتها في إطار اتفاق مع روسيا العام الماضي".
وحذرت زاخاروفا من أن "الإرهابيين" في المحافظة السورية، يستعدون لهجوم للسيطرة على منطقة خفض التصعيد، ويذكر أن تركيا أعلنت معارضتها شنّ أي عملية عسكرية ضد إدلب، وتعريض حياة ثلاثة ملايين مدني للخطر، كما نقلت وكالة (سبوتنيك) الروسية.
الخبير العسكري المنشق عن النظام السوري أحمد حمادة، قال إن "تصريحات الخارجية الروسية متناقضة (..) وهي تهدف فقط لإرسال رسائل سياسية لبعض الأطراف؛ فهي لم تؤكد العملية العسكرية، إنما قالت (إن حدثت)، ولم توضح الخارجية ما معنى عملية عسكرية منظمة ودقيقة".
ويشير حمادة، في حديث لوكالة "أنا برس"، إلى أن "موسكو دأبت في الفترة الأخيرة على تكرار نفس الحجج الواهية من أجل شن عملية عسكرية ضد إدلب (..) وتذرّعت روسيا تارة بأن هناك عملية استخدام للكيمَاوي في إدلب من قبل من وصفتهم بالإرهابين، وتارة أخرى حماية المدنيين من وجود الإرهابيين".
وبحسب الخبير العسكري، فإن "اعتماد الأميركان على تركيا في ملف شرق الفرات، وتمسك تركيا بدورها بشرق الفرات، جعل روسيا تضغط على أنقرة بورقة إدلب، وأن الإرهابيين مازالوا فيها ويجب تسليم إدلب لنظام الأسد"، على حد قوله.
ويعتقد حمادة بأن "التصريحات الروسية لا تخرج من نطاق الضغوط السياسية على تركيا وإرسال رسائل إلى واشنطن"، مضيفاً أنه "إن حدثت أية عملية عسكرية في إدلب فستكون محدودة جداً؛ لأنه لازالت حتى الآن نقاط تركية ومازالت حتى الآن تركيا تحشد قواتها في إدلب".
بدوره، يرى عضو الهيئة السياسية بالائتلاف الوطني المعارض سليم الخطيب، أن "تبادل التصريحات من قبل الفرق التقنية قبل اللقاءات التي تعقد بين الرؤساء أصبحت سمة واضحة، بخاصة أن موسكو بدأت تلوح في الفترة الأخيرة بأن مدينة إدلب يجب أن تعاد للنظام السوري".
ويوضح الخطيب أن المبررات الروسية جاهزة لشن أي عملية عسكرية في سوريا، ودائما الذريعة هي وجود النصرة، مؤكدًا أنه "إذا كانت هناك أي عملية عسكرية روسية في إدلب فلن تكون عملية برية".
ويشير السياسي السوري المعارض إلى أن "النتائج التي ستخرج منها اجتماعات اللقاء الثلاثي في سوتشي بين تركيا وروسيا وإيران ستكون مفصلية وهامة، وقد تحدد مصير مدينة إدلب".
وأضاف الخطيب أن "اتفاق بنود سوتشي لن توقف القصف الجوي لكنها لن تسمح بهجوم بري".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!