صحيفة إسباناتوليا الإسبانية - ترجمة وتحرير ترك برس
تبلغ نسبة النساء التركيات الباحثات في تخصصات علمية وتكنولوجية قرابة 45 بالمئة من إجمالي عدد الباحثين في تركيا، في حين أن المعدل العام في القارة الأوروبية لا يتجاوز 41 بالمئة، بنسبة 39 بالمئة في إسبانيا و31 بالمئة في ألمانيا.
أظهرت بيانات نشرها معهد "يوروستات" الأوروبي للإحصاءات، يوم الاثنين، أن نسبة النساء التركيات العاملات في مجالات بحثية وعلمية مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والصحة والبحث والتنمية تبلغ نحو 45 بالمئة، ما يجعلها أعلى من المعدل العام في القارة الأوروبية.
وتبلغ هذه النسبة في تركيا بالتحديد 44.86 بالمئة، بينما لا يتجاوز المعدل العام في القارة العجوز 40.54 بالمئة، وذلك حسب الأرقام التي توصل إليها معهد يوروستات والتي اعتمدت على بيانات تعود لسنة 2017.
تعني هذه النسبة أنه من بين 951 ألف عالم ومهندس كانوا يعملون في تركيا سنة 2017، كان قرابة 45 بالمئة منهم من النساء. أما في دول الاتحاد الأوروبي فإن العدد الجملي للباحثين والمهندسين المسجلين الذي يبلغ 18 مليون، لا تمثل فيه نسبة النساء سوى 41 بالمئة.
وفيما يتعلق بتركيا بالتحديد، يبدو أن الهوة بين الجنسين بدأت تضيق بشكل متواصل خلال السنوات العشر الماضية، بما أن نسبة النساء الباحثات في تركيا كانت لا تتجاوز 33.43 بالمئة سنة 2008، لتصل إلى 44.79 بالمئة سنة 2016.
وفيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، فإن ست دول فقط تشغل فيها النساء أغلبية المراكز في مجال البحث العلمي والهندسة وهي ليتوانيا (56.54 بالمئة) ثم النرويج (53.84 بالمئة) وبلغاريا (53.40 بالمئة) ولاتفيا (53.08 بالمئة) والبرتغال (51.35 بالمئة) تليها الدنمارك بنسبة 50.43 بالمئة.
تضع هذه الأرقام تركيا في المرتبة 15 من بين 33 بلدا أوروبيا شملتهم الدراسة، وهو ترتيب مميز. وتظهر المفارقة عند مقارنة هذه النسبة بأغنى الدول في القارة العجوز التي حلت في ذيل الترتيب، إذ أن المرتبة الأخيرة كانت من نصيب المجر ولوكسمبورغ اللتين تعادلتا وكانت النسبة فيهما 25.48 بالمئة، وقبلهما فنلندا بنسبة 28.67 بالمئة، وسويسرا بنسبة 32.72 بالمئة، وألمانيا بنسبة 32.87 بالمئة. وفي إسبانيا كانت نسبة النساء العاملات في المجالات العلمية والبحثية أقل من المعدل العام في أوروبا، حيث لم تتجاوز 39 بالمئة.
تركيا متقدمة كثيرا على الاتحاد الأوروبي في مجال مشاركة النساء في البحث العلمي
في مقابلة لها مع الصحيفة التركية "حرييت"، قالت غولسون ساغلامر، وهي أول امرأة يتم انتخابها رئيسة للجامعة التقنية في إسطنبول وتشغل حاليا منصب رئيسة رابطة النساء الأوروبيات، إن تركيا متقدمة بأشواط كبيرة على دول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالنساء الباحثات.
وصرحت ساغلامر بأن "الجمهورية التركية، منذ تأسيسها، كانت تحرص على تسهيل الطريق أمام النساء ليتمكنّ من احتلال مكانة هامة في التخصصات العلمية والهندسية، ولهذا السبب نحن متفوقات بكثير على أوروبا".
وأضافت ساغلامر أن "النساء التركيات لا يبرزن فقط في جامعات تركيا، بل في عدة دول حول العالم من بينها الولايات المتحدة، حيث يمكنك ملاحظة حضور المرأة التركية. أما أوروبا، فهي واعية بهذه الهوة بين الجنسين في هذا المجال، وهي تسعى للحد منها من خلال توفير حوافز وتشجيعات كبيرة للشركات والمؤسسات التي تساهم في إدماج المرأة".
وأوردت ساغلامر أنه "لا يجب علينا الاكتفاء بهذه الأرقام، إذ أن نسبة النساء العاملات في مواقع أخذ القرار في تركيا لا تزال منخفضة جدا. وبينما يبلغ نصيب المرأة من المناصب المهمة في السويد قرابة النصف، لا تتجاوز هذه النسبة في تركيا 8 بالمئة. لذلك يجب اتخاذ إجراءات لزيادة نسبة تمثيل المرأة في هذا المجال".
وأكدت إسراء غينشتورك، رئيسة جامعة "أوزيين" في إسطنبول، أن نسبة النساء الأكاديميات في تركيا البالغة 45 بالمئة ارتفعت إلى الضعف خلال الثلاثين عاما الماضية. وقالت إسراء إن "هذا الارتفاع تجاوز المعدل العام في الدول الأوروبية، ويجب أن نذكر أنه خلال السنوات الأولى لقيام الجمهورية التركية، قام أتاتورك بتنفيذ سياسات تضمن المساواة في الحقوق للنساء في المجالات الأكاديمية والمدنية، كما أن أولى الجامعات التي فتحت أبوابها حينها بذلت جهدا كبيرا لاستيعاب النساء الطالبات وهو ما كانت له فوائد كثيرة لا تزال ممتدة إلى اليوم".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!