ترك برس - الأناضول
تشهد الرياضات والفنون القتالية التقليدية التركية، ولا سيما الرماية، اهتماما متزايدا في إندونيسيا.
وتحظى فنون رمي السهام، والرماية على ظهور الخيل، بعناية خاصة من هواة هذه الرياضة.
وفي هذا الإطار، يقدم المدرب التركي، أرتان أركك أوغلو، دورات لعشاق الفروسية والرماية في إندونيسيا، تلبية لدعوة من اتحادها للرماية على ظهور الخيل.
وفي تصريح للأناضول، قال أركك أوغلو، الذي يرأس نادي الرماية والفنون القتالية بولاية باليكسير التركية، إنه يشرف على برنامج تدريبي في منطقة بادانغ الإندونيسية.
وأوضح أن 36 شخصا يشاركون في البرنامج، إذ يدربهم على مهارات رمي السهام، واستخدام الرمح والسيف، وفق الموروث التركي.
بدوره، قال رئيس الاتحاد الإندونيسي، ألدا فريسيا أمثا، إنهم حريصون على تعلم فنون الرماية على يد الأتراك، الذين يشتهرون بهذه الفنون، ولذلك استقدموا مدربا تركيا.
وأشار إلى أنهم بدأوا تمرينات الرماية على ظهر الخيل، مع عدد محدود من الأشخاص في 2014، والآن وصل العدد قرابة 500.
وأضاف "آمل أن يسهم الاهتمام الإندونيسي المتزايد بفنون الرماية التركية، في تعزيز التقارب بين شعبي البلدين".
من جهة ثانية، أنشأ متطوعون من محبي الرماية، مزرعة بولاية أسكي شهير، وسط تركيا، لتعليم هذا النوع من الرياضة، لكن على ظهور الخيل.
ويشارك القائمون على المزرعة في مختلف المهرجانات بعموم تركيا، ومراسم افتتاح المشاريع، والمسابقات، والعروض في المدارس.
ويقدم أعضاء "جمعية سلطان لرياضة الأجداد والرماية" أصحاب المبادرة، تدريبات الرماية على ظهور الخيل، في المزرعة التي أنشأوها قبل ستة أشهر، حيث يستخدمون كل الأدوات التقليدية.
وقال رئيس الجمعية "جنيد بوزلو"، للأناضول، في حديث سابق، إن القوس يعتبر "رمز الحكم" عند الأتراك، وله أهمية كبيرة في تاريخهم.
وأشار إلى أنهم بدأوا تدريباتهم بالأقواس فقط، ومن ثم جلبوا الخيول التي خرجت عن خدمة المسابقات للتدريب عليها أيضا.
وأكد بوزلو أنهم يقدمون تدريبات في الرمي، وركوب الخيول، والرماية على ظهور الخيل، موضحا أنهم يعملون على نقل تراث الأتراك الغني إلى الأجيال القادمة.
وأوضح أن الرماية مع ركوب الخيول أمر صعب، إلا أنه يمكن إتقانها في نهاية المطاف.
تجدر الإشارة إلى أن الأتراك يحافظون على الرياضات التي أحضروها من أواسط آسيا، ولا سيما صنوف الرماية على ظهور الخيل.
ووصف الجاحظ في كتابه "مناقب الترك"، أطفال قبائل الغز (الأوغوز) التركمان في وسط آسيا، بأنهم يصيدون على ظهور خيولهم الطير في بطن السماء.
واتفق الجاحظ أيضا مع الرأي القائل بأن الأتراك قوم محبون لركوب الخيول، عاشقون لظهورها، ينقل عن أحدهم قوله ويتفق معه، بأنه "لو حصلتَ عُمر التركي، وحسبت أيامه، لوجدتَ جلوسه على ظهر دابته أكثر من جلوسه على ظهر الأرض".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!