ترك برس
تزامنًا مع زيارة وفد أمريكي رفيع لأنقرة لمناقشة المنطقة الآمنة شمالي سوريا، أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية جديدة من قواته الخاصة إلى الحدود السورية، وقصفت مدافعه المتمركزة بمنطقة عفرين، مواقع تابعة لميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG) الانفصالية في ريف محافظة حلب السورية.
يأتي ذلك في خضم المنافسات التي تشهدها الساحة السياسية في تركيا قبيل الانتخابات المحلية المقررة يوم 31 مارس/ آذار الجاري.
ويجري وفد أمريكي في العاصمة التركية أنقرة، مباحثات بشأن تنسيق انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، والمنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها في الشمال السوري.
ويصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، الإثنين، إلى أنقرة، ليعقد الثلاثاء، لقاءات مع نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، ومسؤولين عسكريين أتراك.
ومن المنتظر أن يبحث الجانبان عملية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وتطبيق خارطة الطريق المتعلقة بمنطقة منبج التابعة لمحافظة حلب (شمال)، وفق ما أوردت وكالة الأناضول.
يذكر أن قوة المهام المشتركة التي تشكلت في إطار المباحثات الثنائية لتنسيق انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، عقدت اجتماعات بأنقرة، بالفترة بين 28 فبراير/ شباط و1 مارس/ آذار من العام الحالي.
وتناولت اجتماعات قوة المهام المشتركة، خطط سحب الولايات المتحدة قواتها من مناطق شرق الفرات، ومنطقة منبج شمالي سوريا، وتفاصيل المنطقة الآمنة المزمعة إقامتها، وسبل سحب الأسلحة التي قدمتها واشنطن لتنظيم "YPG" الإرهابي.
وفي يونيو/ حزيران 2018، توصلت تركيا والولايات المتحدة إلى اتفاق "خارطة طريق" حول منبج، شمال شرقي محافظة حلب، يضمن إخراج إرهابيي "YPG" من المنطقة وتوفير الأمن والاستقرار فيها.
وتسببت واشنطن بتأخير تنفيذ الخطة عدة أشهر، متذرعة بوجود عوائق تقنية.
"تعزيزات جديدة"
وتازمنًا مع المباحثات التركية الأمريكية، أرسل الجيش التركي، تعزيزات عسكرية جديدة إلى ولاية هطاي جنوبي البلاد، بهدف توزيعها على الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا.
وذكرت تقارير إعلامية أن قوات خاصة وشاحنات محملة بمركبات عسكرية مدرعة، وصلت الإثنين إلى مناطق مختلفة في الولاية الحدودية مع "إدلب" السورية.
وتوجهت التعزيزات وسط تدابير أمنية مشددة إلى الحدود مع سوريا.
وفي الآونة الأخيرة، كثّف الجيش التركي من تعزيزاته في المنطقة الجنوبية، وسط ترقب لإطلاقه عملية عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية شمالي سوريا.
"قصف مواقع YPG بريف حلب"
كشفت مصادر محلية أن الجيش التركي قصف الاثنين بالمدافع مواقع تابعة لميليشيات "YPG" التابعة لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المحظور، في عدة مناطق تابعة لمحافظة حلب السورية.
وأشارت المصادر إلى أن المدافع التركية قصف مواقع "YPG" في عدة مناطق بريف حلب، من بينها "العقيبة"، و"برج القاص".
"الجيش ينتظر أوامر الرئيس"
أعلن وزير الدفاع، خلوصي أكار، السبت، إنهاء تركيا التحضيرات لعملية عسكرية في منطقة منبج وشرق نهر الفرات، شمالي سوريا.
وقال أكار أن القوات التركية على أهبة الاستعداد، وتنتظر أوامر رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان. وتابع: "لن نسمح بتعريض أمن بلادنا للخطر بأي شكل من الأشكال ولا ينبغي أن يشك أحد في ذلك".
وأكد أكار أن تركيا ليس لديها مطامع بأراضي البلدان المجاورة بل تحترم وحدتها، وفي مقدمتها سوريا والعراق. وأضاف: "لم نسمح على الإطلاق بإنشاء ممر إرهابي جنوب بلادنا في شمال سوريا، ولن نسمح بذلك أبدا".
وأشار الوزير إلى مواصلة القوات التركية كفاحها بحزم ضد التنظيمات الإرهابية "غولن" و"داعش" و"YPG / PKK". وشدّد على أن تركيا "تستهدف فقط الإرهابيين، وليس أشقائها الأكراد الذين يحاول البعض تحريضهم من خلال إشاعة الفتن والمكائد".
وقال أكار: "الأكراد هم أشقاؤنا، ونحن نعيش معًا ونتقاسم نفس المنطقة والخبز منذ آلاف الأعوام، ولا يمكن أن نكون منفصلين". وأكّد أن منظمة "PKK / YPG" الإرهابية لا تمثل الأكراد على الإطلاق، والإعلام الغربي يسعى إلى تحريف الحقائق في هذا الصدد.
واستطرد: "كفاحنا موجه ضد إرهابيي غولن، وYPG، وداعش، وأذرعهم، لكن الإعلام الغربي يحاول إظهار كفاحنا ضد YPG / PKK وكأنه حرب تركية - كردية".
وأكد أن تركيا لن تتخلى عن سيادتها واستقلالها بأي شكل من الأشكال.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!