ترك برس
بعد تشديد قوانين العمل والهجرة، والمضايقات الروتينية التي يتعرض لها العمال الأجانب من قبل الشرطة من أجل الحصول على رشاوى، وترحيل الآلاف من الطاجيك، فقدت روسيا بريقها بالنسبة لهؤلاء، فلم يجدوا ملاذا غير التوجه إلى تركيا بأعداد كبيرة، ولاسيما إلى مدينة إسطنبول.
ويذكر تقرير لموقع Eurasianet أن إسطنبول صارت نقطة جذب لمن تم ترحيلهم من روسيا. وهناك تجمع كبير من الطاجيك في حي أكسراي الشهير في المدينة، يكسبون رزقهم من العمل سائقين أو في مصانع النسيج. وتحصل النساء بشكل رئيسي على وظائف كخادمات في المنازل أو بائعات في المتاجر.
وقال أحد الطاجيك الذين تم ترحيلهم من روسيا لكنه رفض ذكر اسمه للموقع: "إذا قارنت بين تركيا وروسيا، فالفارق بينهما كالفارق بين السماء والأرض. الناس هنا أكثر لطفا ولا تجد مضايقات من الشرطة، وإن كان من الصعب العثور على عمل بشكل قانوني. الروس يخجلون من القيام ببعض المهن، ولكن الأتراك ليسوا كذلك، ومن ثم فإن المنافسة على هذا النوع من الأعمال كبيرة".
وقال أحمد جون محسن زودا، مدير إحدى شركات الشحن ويعمل في إسطنبول منذ ثلاث سنوات، إن "عدد الطاجيك الذين يزورون تركيا في ازدياد. روسيا ترحل الناس بسبب مخالفات قانونية طفيفة، وتقوم بتشديد تشريع الهجرة وزيادة تكلفة تصاريح العمل. ولن ترى ذلك في تركيا".
انتقلت ديلافوز رحمتوفا ، 33 عاما، إلى تركيا قبل عام واحد بعد أن عرض عليها 900 دولار في الشهر للعمل في متجر للمجوهرات، حيث إنها تعمل في هذا المجال منذ ثمانية سنوات.
وقالت رحماتوفا إنها لم تشعر بعد بالحاجة إلى إتقان اللغة التركية؛ لأن معظم الأشخاص الذين تتعامل معهم هم من الطاجيك أومن المتحدثين بالروسية من الدول السوفييتية السابقة مثل أوزبكستان وكازاخستان. ولذلك كان الاختيار بين روسيا وتركيا سهلاً بالنسبة لها.
وتضيف: "لا تقدم روسيا رواتب جيدة. تصاريح العمل باهظة الثمن، لذا حتى مع معرفة اللغة، ليس من المجدي أن نعمل هناك".
أما تاهمينا هوتاموفا فاضطرت إلى الانتقال إلى إسطنبول والعمل بائعة في متجر للذهب قبل ثلاث سنوات بعد إن خسرت تجارتها في الذهب في بلدها واضطرت إلى الاستدانة.
وإلى جانب عملها كبائعة، تجد هوتاموفا مصدرا آخر للرزق في العمل في تغليف الطرود للعمال الطاجيك العائدين إلى بلدهم؛ حيث يشترون بضائع رخيصة في تركيا ويعودون إلى بيعها في طاجيكستان. وعندما تفكر هوناموفا في مستقبلها، فإنها لا تعرف ما إذا كانت تريد العودة إلى طاجيكستان، ولكن هدفها الأصلي هو العودة وسداد ديونها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!