ترك برس
يتابع الإعلام الروسي عن كثب، السجال القائم بين تركيا والولايات المتحدة حول منظومة صواريخ "إس-400" الروسية للدفاع الجوي التي تستعد أنقرة لاستلامها قبل نهاية العام الجاري.
وتحت عنوان "أنقرة وواشنطن تتبادلان الإنذارات"، نشرت صحيفة "فوينيه أوبزرينيه"، مقالًا للكاتب بوريس جيرليفسكي، حول تهديد واشنطن بحرمان أنقرة من مقاتلات "إف-35"، إذا لم تتخل عن "إس-400" الروسية وإصرار تركيا على الصفقة.
ويقول الكاتب إن واشنطن لا تترك وسيلة لإجبار أنقرة على التخلي عن شراء منظومة إس-400 الروسية، مشيرًا إلى تصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، تشارلز سامرز.
وجاء في تصريحات سامرز أنه "إذا استلمت تركيا إس-400، فسوف يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة، لو تحدثنا عن علاقاتنا، أي علاقاتنا العسكرية معهم... ولن يحصلوا على طائرات إف-35 وصواريخ باتريوت".
ولكن، من الواضح الآن - وفق الصحيفة الروسية - أن هذه التهديدات لن تفيد. فما الذي سيحققه الأمريكيون إذا نفذوا وعيدهم؟ سيدفعون أنقرة نحو تعاون عسكري تقني أوثق مع روسيا والصين، حسب ما أوردت وكالة (RT).
ويضيف المقال أنه في حالة الخراب النهائي للعلاقات بين أنقرة وواشنطن (والذي من المرجح أن يساهم فيه رفض واشنطن تزويد أنقرة إف-35 وPatriot)، فإن وضع الولايات المتحدة في هذه المناطق سيتدهور بشكل كبير.
من المستبعد أن لا تكون هذه المخاطر ملحوظة في البيت الأبيض، إنما أمريكا تواصل لعبتها لرفع الرهان. ومن المحتمل جداً أن هذه اللعبة التي يحبها ترامب تجري على أمل "ثني" الأتراك عن قضية أخرى مهمة بالقدر نفسه لواشنطن.
ربما، تهدف ضغوط واشنطن على أنقرة، على خط "إس-400" و"إف-35" و"Patriot"، إلى ليونة أكبر في موقف الأتراك من التحالف الأمريكي الكردي في شمال شرق سوريا.
ومع ذلك، من وجهة نظر أنقرة، فإن قابلية الأمريكيين.. للتفاوض منخفضة. فمن الجدير بالذكر أن تركيا والولايات المتحدة توصلتا، قبل وعد ترامب بسحب القوات، إلى اتفاق حول سحب وحدات حماية الشعب من الحدود التركية والسيطرة المشتركة، الأمريكية التركية، على هذه المناطق. ومع ذلك، لم يتم الوفاء بهذه الاتفاقات من قبل الأمريكيين.
وأما نبرة الإنذارات، التي ظهرت في تصريحات الجانب التركي، مدعومة بقوة ضاربة شديدة على الحدود مع سوريا، من نحو 16 ألف جندي تركي وعشرة آلاف تابع، فتُظهر أن أنقرة ليست غريبة على لعبة رفع الرهان.
**عسكريون أتراك يستعدون للتدريب على المنظومة الروسية
باتت منظومة صواريخ إس-400 الروسية الملف الأبرز والأكثر سخونة بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، في الآونة الأخيرة، بل إن ملف المنظومة الروسية بات ذا تأثير واضح على قضايا بارزة في الشرق الأوسط على رأسها سوريا، كما بات يؤثر في الجغرافيا القريبة من تركيا بشكل كبير، لا سيما البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود كذلك.
وتمانع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير، هذه الصفقة بين تركيا وروسيا، بل إنها لجأت مؤخرًا لتهديد تركيا بعدم شراء تلك المنظومة الروسية، محذّرة تركيا من حظر بيعها طائرات "إف-35" الأمريكية فضلًا عن منظومة باتريوت الصاروخية، وفق تقرير نشرته صحيفة "يني شفق" التركية.
وقالت "يني شفق" إنه مع التهديدات والتحذيرات الأمريكية للجمهورية التركية بالتراجع عن صفقة صواريخ إس-400 الروسية؛ كشفت مصادر في وزارة الدفاع التركية عن توجه فريق من القوات التركية بهدف الاطلاع على المنظومة عن كثب، وبدء عمليات التدريب على استخدامها وتحديد خريطة طريق واضحة لكل ما يتعلق باستلامها ونشرها.
من جانب آخر حذّر الجنرال كورتيس سكاباروتي قائد القوات الأمريكية في أوروبا، تركيا أيضًا من شراء المنظومة الروسية، داعيًا لعدم بيع طائرات إف-35 لها ردًّا على هذه الخطوة.
أما الردّ التركي على تلك التصريحات فلا يزال واضحًا ومصرًّا على إتمام الصفقة مع روسيا، حيث أكد الرئيس التركي أردوغان أن هدف تركيا من صواريخ "إس-400" معلوم وواضح.
كما أعلن وزير الدفاع التركي في آخر تصريح له الأسبوع الماضي، أن فريقًا مكوّنًا من 100 شخص قد توجه بالفعل إلى روسيا لتلقي التدريبات اللازمة من أجل منظومة "إس-400".
وحسب مصادر عسكرية لـ"صحيفة يني شفق"، فإنّ صفقة صواريخ إس-400 الروسية قد تمت، وأن الفريق التركي العسكري سيبدأ التدريبات في أقرب وقت.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!