ترك برس
وجه مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، ياسين أقطاي، انتقادات حادة للمعايير المزدوجة التي تتبناها القوى الغربية التي تسعى إلى تشويه التجربة الديمقراطية التركية، في الوقت الذي تتجاهل فيه انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها نظام الانقلاب العسكري في مصر.
وفي مقال نشرته صحيفة يني شفق بعنوان "كيف يحاول الغرب تشويه قيادة تركيا وتصويرها بالشعبوية" كتب أقطاي إن "من ينتقدون ديمقراطية تركيا موهوبون في صياغة جميع معايير الديمقراطية وفقًا لأهوائهم ورغباتهم. وقد رأينا أنهم كادوا يرقصون عند حدوث محاولة الانقلاب في تركيا أو الانقلاب الفعلي في مصر."
وأضاف أنه في اليوم الذي "أعدم فيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي دمر كل ما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان في عصرنا، تسعة شبان كان جميع قادة الاتحاد الأوروبي يقفون إلى جواره في قمة شرم الشيخ ولم يحذره أي منهم من إعدام الشباب الأبرياء، أو من التعذيب اللإنساني الذي يواجهه عشرات الآلاف الذين يعتقلهم خارج خارج نطاق القانون ودون أي استجواب."
وتابع أن "القادة الأوروبيين لم يذكّروا السيسي بحقوق الإنسان والديمقراطية، بل على العكس وجه السيسي إليهم خطابا موجزا حول أن أوضاع مصر الفريدة يمكن أن تقدم أسبابًا مشروعة لقتل البشر عند الضرورة، وقد استمعوا إليه وصفقوا كما لو كانوا مسحورين."
ولفت أقطاي إلى أن "المستبدين من أمثال السيسي والطريقة التي يعاملون بها شعوبهم هي التي يرى الأوروبيون أن العالم الإسلامي يستحقها. ومن ثم، فهم لا يشعرون بالحاجة إلى انتقاده سواء من حيث الديمقراطية أو حقوق الإنسان."
ثم تطرق أقطاي إلى المقال الذي نشرته صحيفة الجارديان البريطانية يوم الاثنين الماضي للكاتبين بيثان مكيرنان، وجوكتشيه ساراتش أوغلو، بعنوان "من الإصلاحي إلى السلطان الجديد: تطور أردوغان الشعبوي".
وقال أقطاي إن هذا المقال هو مثال نموذجي على النفاق الغربي، حيث إنه يصف قصة الرئيس رجب طيب أردوغان بعقلية المستشرقين الجدد في أوروبا على أنها قصة الشعبوية، والتحول إلى الديكتاتورية الاستبدادية.
وتابع بأنه "كان من المتوقع أن يمتنع جميع قادة الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا بالسيسي، وبعض الجماعات الأوروبية الواعية عن انتقاد أردوغان في هذا الجانب لمدة عقد على الأقل، بسبب ما ألحقه لقاؤهم بالسيسي من عار."
ولفت أقطاي إلى أن البيانات والروايات التي اعتمد عليها مقال الجارديان في تحليل مسيرة أردوغان لم تكن من قبيل المفاجأة، فأصحابها جميعا لديهم خصومة شخصية أو هاجس أردوغان، ويبرز من بينهم سونير تشاغتاي، وعبد اللطيف شينير. كما أن المقال اعتمد على خطاب تنظيم غولن الإرهابي، وحزب الشعب الجمهوري المعارض، وحزب الشعوب الديمقراطية المؤيد للبي كي كي الإرهابي."
وأضاف أن الدراسة التي تقيم أردوغان بناءً على معلومات تحركها الكراهية ليست سوى مكسب لمعسكر المعارضة، وليست مكسبا للعلوم أو الموقف الموضوعي.
وبين أن القصة التي ترويها الجارديان تتجاهل كل ما مر به أردوغان مع تركيا في إطار المسار السياسي، وتتغافل عن حماقة المعارضة، والانقلابات والمؤامرات المتتالية التي حاولت القيام بها، وتلخص التغيير الذي مر به أردوغان بشكل مستقل عن جميع العوامل.
وتابع أن مقال الجارديان يتجاهل حقيقة أن القائد الذي يسمونه "ديكتاتور"، ذهب من حي إلى آخر في الانتخابات للتعبير عن نفسه أمام الشعب التركي وكسب أصواتهم، وكيف أنه كان سيضطر إلى ترك منصبه لشخص آخر إذا لم يفز في الانتخابات.
وتساءل أقطاي إذا كان أردوغان شعبويًا، فهل تدعو المعارضة إلى السياسة الإلهية؟ وما هي شعبوية أردوغان؟ ويجيب بأن ما فعله أردوغان من نمو وتطوير في بلاده يستحق اسم القيادة القوية. وبفضل هذه القيادة تغلبت تركيا على كثير من العقبات التي تواجه العالم بأقل الأضرار. وعندما يتم التخلص من هذه القيادة، فسيفتح المجال أمام مستبدين حقيقيين لا يمكن السيطرة عليهم أو يخدمون أنفسهم فقط، وليس شعبهم. وهذا ما يريده الغرب.
وختم أقطاي مقاله متسائلا: "إذا كانت هذه القيادة تبدو في النظرة الغربية قيادة شعبوية، وبعبارة أخرى، إذا لم تبد قيادة شديدة الجاذبية لهم، ألا يكشف ذلك عن نواياهم بشأن ما يريدون رؤيته في تركيا؟"
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!