ترك برس - الأناصول
"أشعر بالأمان في إسطنبول أكثر من لندن، بالرغم من كوني مسيحياً كاثوليكياً"، بهذه الكلمات أشاد طالب الدكتوراه الأمريكي فيليب نيري ريسي، بثقافة العيش المشترك في تركيا التي يقيم فيها لإجراء أبحاث تخدم مجاله الدراسي.
نيري ريسي، هو واحد من عشرات آلاف الطلاب الأجانب الذين يقصدون تركيا للدراسة نظرًا لأجواء الثقافية والعلمية والاجتماعية التي تتمتع بها، وبأواصر الأخوّة والمحبة بين مختلف فئات المجتمع على أراضيها.
وفي هذا الصدد أجرى مراسل الأناضول لقاءات مع طلاب من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وإيران وباكستان، على هامش مؤتمر علمي نظمّه مركز دراسات الحضارات لدى جامعة "باهتشه شهير" (غير حكومية) التركية.
وفي الوقت الذي ركّز فيه الطلاب الأمريكان والبريطانيين على تأثير الساسة والإعلام الغربي على تشكيل صورة تركيا في الخارج، تطرّق الطلاب الباكستانيون والإيرانيون إلى الروابط الدينية، والتاريخية والثقافية التي تربط بلدانهم بتركيا.
وأجمع الطلاب الأجانب على احتضان تركيا طيفاً واسعاً من الفئات البشرية، وعلى ترسّخ ثقافة الانفتاح والعيش المشترك فيها.
يقول فيليب نيري ريسي، وهو طالب دكتوراه في قسم الفلسفة لدى جامعة "نوتردام"، إن أفكاره حول تركيا كانت مختلفة جداً قبل زيارته إليها.
وأضاف أنه عند النظر إلى تركيا من الولايات المتحدة على بعد آلاف الكيلو مترات، تبدو وكأنها موطن لثقافات مختلفة، وبلد تاريخه يمتد إلى العهود القديمة.
وأوضح الطالب الأمريكي أن أكثر شيء لفت انتباهه في تركيا، هو ثقافة العيش المشترك فيها بين الفئات الاجتماعية وأصحاب المعتقدات المختلفة.
وفيما يخص التوتر الذي يسود العلاقات التركية الأمريكية بين الفينة والأخرى، قال "نيري ريسي" إنّ لهذا الأمر جوانب إيجابية أيضاً تتمثل في زيادة اهتمام الأمريكيين بتركيا، والثقافة الإسلامية.
وذكر أن الأمريكيين الذين يأتون إلى تركيا يندهشون إزاء ما يرونه فيها من ثقافة العيش المشترك، والتسامح بين المعتقدات.
وتابع: "بالرغم من كوني مسيحياً كاثوليكياً، وهذا ما يبدو جلياً من مظهري الخارجي، إلا أني لم أتعرض طوال فترة تواجده في تركيا لأي موقف سلبي نتيجة ذلك. ويمكنني القول بصفتي مسيحياً، إنني أشعر بالأمان والراحة في إسطنبول أكثر منها في لندن".
بدوره، قال صموئيل موراي، طالب الدكتوراه في قسم الفلسفة لدى جامعة "نوتردام" الأمريكية، إنه جاء إلى تركيا وهو يحمل في ذهنه الكثير من المعلومات الخاطئة والأحكام المسبقة حولها.
وأضاف الطالب الأمريكي أن السبب وراء أحكامه المسبقة والسلبية حول تركيا، هو الصورة السلبية التي يحاول الإعلام العالمي والأمريكي بشكل خاص، نشره عن تركيا.
وأشار إلى أن تجربته، التي عاشها في إسطنبول التي يزورها للمرة الأولى، دفعته لتغيير أفكاره، مضيفاً: "زرت مناطق مثل تقسيم، وبيشيكطاش والفاتح في إسطنبول، وكنت شاهداً على ثقافة العيش المشترك فيها بين المجتمع التركي والأجانب مثل السوريين وغيرهم".
وأشاد "موراي" باستضافة تركيا لملايين السوريين الفارين من الحرب في بلادهم.
وشدد على جمال الثراء الثقافي الذي تتمتع به إسطنبول، موضحاً أن تركيا بشكل عام عبارة عن مزيج للثراء الشرقي والغربي.
بدوره، قال عباس أحسن، طالب الدكتوراه في قسم الفلسفة بجامعة برمنغهام البريطانية، إنه اكتشف عند قدومه إلى تركيا، الفارق الكبير بين ما يصوّره الإعلام عنها وبين ما هو على أرض الواقع.
وأشاد الطالب البريطاني بكرم ضيافة الشعب التركي، وبسماع صوت الآذان 5 مرات يوميًا.
وأضاف أنه يواجه بعض المصاعب في بلده بريطانيا بسبب الإسلام الذي يعتنقه، مبيناً أن ذلك لم يشهده في تركيا.
أما الباكستاني عبد الباسط ظفر، فقال إنه جاء إلى تركيا للدراسة بكلية الإلهيات في جامعة أنقرة عام 2011، ليقرر فيما بعد مواصلة دراسة الدكتوراه أيضاً في الجامعة نفسها.
وأضاف أنه أمضى 8 سنوات في تركيا، لاحظ خلالها مدى التشابه بين ثقافة البلدين.
وأوضح أنه يساهم من خلال ما يترجمه من نصوص من اللغة التركية إلى الأُردية، في ترسيخ أواصر الصداقة بين أنقرة وإسلام أباد.
وقالت شيماء، طالبة علم النفس الإيرانية، إن تركيا لها مكانة هامة لدى شعبها، وبالأخص النساء منهم.
وأوضحت أن النساء الإيرانيات يجدن في تركيا ما لم تعثرن عليه في بلادهن، من الحرية الفكرية والاجتماعية.
وأعربت عن سعادتها إزاء التواجد في تركيا التي تصفها بأنها "بوابة الشرق إلى أوروبا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!