حسن بصري يالتشين – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
بينما ننشغل بالانتخابات المرتقبة آخر الشهر الجاري، تواصل السياسة العالمية التقدم في مساراتها.
على تركيا متابعة الأجندة العالمية أيضًا. تبدو الأمور هادئة في سوريا لكن الإدارة الأمريكية تواصل سعيها لكسب مواقع في سوريا.
ترد تصريحات غريبة على لسان مسؤوليها بينما تتواصل المفاوضات. الممثل الأمريكي لشؤون سوريا جيمس جيفري قال إن هناك تقدمًا في منبج، لكن ذلك لا ينطبق على شرق الفرات.
في الوقت ذاته، نشرت وسائل إعلام أمريكية أنباء، نسبتها إلى رئيس أركان الجيش الأمريكي جوزيف دانفورد، عن اتخاذ الإدارة قرارًا بإبقاء ألف جندي في سوريا.
غير أن دانفورد نفى صحة الأنباء مباشرة. كما نرى، ما زال هناك تضارب حول المسألة. يوجد 2000 جندي أمريكي في سوريا.
أعلنت الإدارة الأمريكية أولًا إبقاء 200 جندي، ثم رفعت العدد إلى 400، والآن 1000. أي أن أجهزة الإدارة تواصل مساعيها للحيلولة دون الانسحاب، وتعتبر انشغال تركيا بالانتخابات فرصة.
وتدعي الإدارة الأمريكية أن هناك حوالي 20 ألفًا من أنصار تنظيم داعش، وأن هؤلاء يشكلون خلايا نائمة. وتفيد بأن حلفاءها الأوروبيين يطلبون منها البقاء ولو بغرض التدريب.
أعتقد أن مساومات طاحنة ستبدأ عقب الانتخابات. مع روسيا بخصوص إدلب، ومع الولايات المتحدة بشأن منبج وشرق الفرات وإس-400.
مازال خيار العملية العسكرية في شرق الفرات مطروحًا، ويبدو أنه مؤجل فقط بسبب الانتخابات. وفي حال خروج أردوغان منتصرًا من الانتخابات فسيكون موقفه أقوى.
من المحتمل أن يكون التركيز على السياسة الخارجية أول ما يقدم عليه أردوغان عقب الانتخابات. سيستغرق كسب الزخم الذي تحقق في يناير الماضي، بعض الوقت، لكن سيكون من الضروري الإقدام على خطوات بسرعة.
هناك خياران في هذا الخصوص. إما التركيز بشكل مباشر على شرق الفرات أو حل المشاكل أولًا بأول في المناطق المحيطة.
الخيار الأول فيه خطورة، لكنه طريق حاسم وقصير، ويعني العودة إلى تصعيد التوتر مع الولايات المتحدة.
في حال خروجه منتصرًا من الانتخابات ستكون فرصة اللجوء لهذا الخيار متاحة أمام أردوغان، لكنه لن يكون بحاجة لهذا الأسلوب. فالاستقرار السياسي لأربعة أعوام يمكنه إلغاء ضرورة الاستعجال.
الخيار الثاني، هو أسلوب اتبعته تركيا حتى اليوم بنجاح. وهو التقدم خطوة خطوة من خلال معالجة قضايا معينة. وعبره يمكن التوصل إلى النتائج.
ما أرادته تركيا تحقق في درع الفرات وعفرين وإدلب، ويمكن أن يتحقق في منبج أيضًا. وبالتالي يمكن أن يشمل إدلب كذلك. وبعدها قد يأتي الدور على تل أبيض.
بينما تسعى أجهزة الإدارة الأمريكية لمحاصرتنا، يمكننا أن نحاصر ها نحن ميدانيًّا.
أقول دائمًا إن منطقة مغلقة لتنظيم "ب ي د" لا يمكنها الصمود بدون دعم الولايات المتحدة. كل ما علينا هو مراقبة حدود المنطقة ومواصلة الضغط البناء على ترامب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس