حسن بصري يالتشين – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
لم يمضِ وقت طويل على تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن "الناتو في حالة موت دماغي"، وسعيه ليلعب هو وجيشه دورًا في أوروبا.
كان يلمح إلى أن الجيش الفرنسي يمكنه الاضطلاع بحماية أوروبا في ظل غياب الولايات المتحدة. من السهل القيام ببطولات رخيصة في الأمور التافهة، لكن عندما جد الجد تذكر ماكرون الناتو.
وقال إنه سيشكو تركيا لدعمها الحكومة الليبية الشرعية. هذا خير دليل على عدم اتزان وقلة حيلة الرئيس الفرنسي. لو أن بمقدوره فعل شيء بمفرده لما تحدث عن الناتو.
ولو أن لديه أدى فكرة عن السياسة الخارجية والقضايا الأمنية لما كان تحدث عن موت دماغي للناتو في حينه. كما أنه ليس لديه فكرة عن ماذا سيتحدث أو الموقف الذي سيتخذه في الناتو.
ما معنى شكاية تركيا للناتو؟ وكيف يأمل العون من مؤسسة وصفها بأنها تعاني من موت دماغي؟ فرنسا هي من أكبر المسؤولين عن الأزمة الليبية. وخير من يعلم ذلك الناتو.
ففرنسا هي من ورط لناتو بليبيا وتسببت بالإطاحة بالقذافي. وواشنطن ما زالت حانقة على باريس لهذا السبب. بنت فرنسا علاقاتها مع إفريقيا على أساس استعماري، لكنها الآن منزعجة من تأثير تركيا في ليبيا.
ألم تكن تركيا عضوًا في الناتو عندما حاولت فرنسا تفتيش السفن التركية في شرق المتوسط؟ وعندما وضعت السفن الحربية التركية سفن فرنسا في مرمى نيرانها، أقام ماكرون الدنيا ولم يقعدها، وقال إن هذه الخطوة لا تليق بعضو في الناتو.
بأي حق تحاول فرنسا تفتيش السفن التركية؟ وإن لم تكن تملك الثقة بنفسها فلماذا تتقدم للقيام بمثل هذه الأعمال؟ وبما أنها ترجو المدد من الناتو فلماذا تصفه بالميت دماغيًّا؟
ماكرون لا يعي ما يقول. وصفه دعم تركيا للحكومة الليبية بأنه غير مشروع، لا بد أنه ناجم عن هذه الغفلة. يظن أن بإمكانه أن يسرح ويمرح كما يشاء مثلما كان في السابق.
من حق فرنسا أن تدعم الانقلابيين، لكنها تقيم الدنيا عندما تدعم تركيا الحكومة الليبية. الأوروبيون، وفي مقدمتهم فرنسا، لم يعوا بعد حقيقة العالم الجديد.
انتهت تلك الأيام التي كانوا يختبئون فيها وراء الولايات المتحدة ويفرضون أحكامهم في الشرق الأوسط. لعلكم تذكرون ترهات ماكرون بخصوص سوريا.
تحدث عن إرسال قوات فرنسية إلى سوريا. ما زلنا ننتظر لكن لم يأتِ أحد حتى الآن. إن كان بإمكانه فليرسل قوات إلى ليبيا، وإن لم يستطع فلا يشغلنّ الناس بترهاته.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس